أمينة السعيد.. أول فتاة تعمل بالصحافة

كان والدها مميزًا بدرجة جعلته لا يمانع من تعليم بناته بل ويشجعهن على تحصيل العلوم غير مبالين بعادات المجتمع المتزمتة آنذاك، لذلك كانت الرائدة الصحافية المصرية أمينة السعيد تدين بالكثير من الفضل في نجاحها إلى والدها ذاك الطبيب الشهير.
أمينة لم تتلق التشجيع من والدها فقط بل كانت رائدة حقوق المرأة السيدة هدى شعراوي هي خير معين لها في الحياة العملية؛ حيث ضمّتها إلى الاتحاد النسائي الذي أنشأته، وغرست فيها بذور الاهتمام بالمجتمع ومشكلاته وخاصة الدفاع عن حقوق المرأة الاجتماعية والعملية، فأكملت التلميذة مشوار معلمتها عقب رحيلها.
وحصلت الرائدة المصرية على ليسانس الآداب- قسم اللغة الإنجليزية عام 1935، ضمن دفعة الفتيات اللاتي سُمح لهن بدخول الجامعة لأول مرة، وقبل تخرجها عملت بالصحافة في صحيفة «كوكب الشرق»، و«آخر ساعة»، و«المصور»، ووقتها رأى الصحفي الكبير مصطفى أمين في نشاط الفتاة، وقوة شخصيتها، مما يؤهلها لأن تصبح أول فتاة مصرية تعمل بالصحافة.
كما شاركت تمثيلًا في عروض إذاعية، وكذلك مسرحية «المرأة الجديدة» لتوفيق الحكيم، وبعد تخرجها التحقت بـ«دار الهلال»، ثم قدمها الكاتب محمد فتحي للإذاعة المصرية، عملت بها لسنوات ثم عدت مجددًا إلى الدار؛ حيث بقيت تعمل بها ولم تتوقف رغم تدهور حالتها الصحية، وأخيرًا وافتها المنية في أغسطس عام 1995، وتم تشيع جثمانها من الدار ذاته.
وقدأصدرت عدة مؤلفات أهمها: «من وحي العزلة»، و«مشاهداتي في الهند»، وتقلدت العديد من الوظائف الهامة مثل رئاسة مجلس إدارة «دار الهلال»، ورئاسة تحرير مجلتي: «حواء» و«المصور»، بعد فكري أباظة، وأول مصرية تُعين في مجلس إدارة مؤسسة صحفية، وأول سيدة مصرية تنتخب عضواً في مجلس نقابة الصحفيين.