5 أخطاء تاريخية وقع فيها يوسف شاهين في «الناصر صلاح الدين»
لم يجمع فيلم سينمائي مصري هذا الحشد من النجوم مثلما كان «الناصر صلاح الدين»، والذي استغرق تصويره من المخرج العالمي يوسف شاهين قرابة الـ5 سنوات، ووصفته المنتجة اللبنانية آسيا داغر بـ«التجربة الإنتاجية المريرة»؛ بعد أن كلّفها نحو 200 ألف جنيهًا، ولم يحقق النجاح المنتظر إلا بعد عرضه على الشاشة الصغيرة.
«الناصر صلاح الدين» وبرغم روعة الأداء والحبكات الدرامية العبقرية، التي أجادها الأديب عبدالرحمن الشرقاوي مع يوسف السباعي، لم يقدم الحقائق التاريخية كما هي، وإنما سعى لهدف غير معلوم، قد يكون الضرورة الدرامية، إلى قلب تلك الحقائق واستبدالها بأخرى مغايرة لها تمامًا، ومن تلك المتغيرات:-
1) «نسب صلاح الدين الأيوبي» فقد لٌقب خلال أحداث الفيلم بـ«سلطان العرب»، ولكن نسبه اختُلف عليه؛ حيث أكد المؤرخون أن نسب الأيوبيين يرجع إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل مدينة دوين في أرمينيا الأوروبية، ولكن بعض ملوك الأيوبيين قد أكدوا أنهم عرب نزلوا عند الأكراد وتزوجوا منهم.
2) القدس: لقبت في الفيلم بـ «أورشليم»، وهو مصطلح مُعرب من اللغة العبرية الخاصة باليهود، والحقيقة أن القدس في اللغة العربية تُسمى: «بيت المقدس، القدس الشريف، وأولى القبلتين».
3) القائد عيسى العوام: لم يكن قائدًا نصرانيًا، وإنما كان غواصًا مسلمًا، حارب مع صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين، وتوفي غريقًا على شواطئ عكا عام 379 م، بحسب ما ورد في كتاب القاضي بهاء الدين بن شداد بعنوان «النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية».
4) والي عكا: لم يكن حاكم خائن لوطنه، بل على العكس كان القائد بهاء الدين قراقوش، أحد قادة صلاح الدين المقربين؛ حيث عُرف بشجاعته وبسالته، والذي استمال في الدفاع عن عكا طوال عامين، حاصرها خلالهم بشدة قوات الصليبيين، ويذكر عنه القاضي بهاء الدين أنه فاجئ القوات وخرج بجنوده من القلعة المحاصرة، ودارت موقعة شهيرة قتل خلالها 70 فارسًا وأسر الكثير.
5) إقدام ريتشارد الأول والمُلقب بـ«قلب الأسد» على قتل سبعين أسير عربي بعد استيلائه على عكا؛ إثر وشاية بأن صلاح الدين الأيوبي قتل السفراء الصليبيين ورفض الهدنة، ولكن الحقيقة التاريخية تقول أن ريتشارد استبقى 2700 أسيرًا كرهائن ضد صلاح الدين؛ للوفاء بجميع شروط الاستسلام، وقد خشى أن يعرقله الأسرى عن التحرك بقواته من عكا، فأمر بإعدامهم جميعًا.