طفولة ماري منيب المعذبة تنتهي بأطول ابتسامة

عمله كان شاقًا يتطلب منه التردد باستمرار على الإسكندرية وقطع رحلة طويلة من بلاد الشام، وفي أحد الأيام انقطعت الأخبار عن والد الفنانة ماري منيب واضطرت زوجته إلى حملها وشقيقتها الكبرى أليس إلى مصر لتتلمس خطا والدهم المفقود.
بعد وصولهم الإسكندرية عثروا عليه مريضًا بعد أن خسر أمواله خلال المضاربة في البورصة، فقررت والدة ماري البقاء في القاهرة واستئجار شقة متواضعة في حي «الفجالة» مقابل 70 قرشًا شهريًا، ثم ساعدتهم الكنيسة على المعيشة؛ فكانت تصرف لهم شهريًا 6 جنيهات لقاء مبلغ كان ربُ الأسرة قد أودعه فيها قبل رحيله.
وتلقت الفنانة الكوميدية تعليمها مع شقيقتها في مدرسة للراهبات، إلى أن ساءت أحوال الأسرة المادية ونفذ رصيد الأب من الكنيسة، فاشترت الأم ماكينة خياطة وعملت بتفصيل ملابس لسيدات الحي، فانتعش حال الأسرة نسبيًا، ولكن سرعان ما مرضت الأم ولزمت الفراش.
أحد الأصدقاء عرض على والدة ماري أن تلحق الابنتين بفرقة نجيب الريحاني المسرحية، ولكن الأخير رفض ذلك لصغر سنهما، فالتحقتا بالفرقة المنافسة وكانت فرقة علي الكسار المسرحية، وقدما عروضًا قليلة لاقت نجاحًا نسبيًا، فاستمر عملهما 6 أشهر.
إلى أن تعرفت منيب على دولت أبيض وأصبحتا صديقتين، واقترحت الثانية عليها العمل في فرقة أمين عطالله مقابل 20 جنيهًا لها ولأختها، حيث التقت هناك زوجها الأول المونولوجست فوزي منيب لتبدأ مسيرة نجمة الكوميديا التي ظلت تضحك الجميع وتخرج من الآلام التي عاشتها في طفولتها.