حسن البارودي.. رفض نصيحة سعد زغلول فأحيل إلى المعاش

تفتحت مواهبه التمثيلية في الفترة ما قبل ثورة 1919، مع ظهور العديد من الفرق المسرحية، لذلك فور أن شاهد الفنان حسن البارودي أول «تياترو» بحي عابدين حتى انبهر بتلك الأجواء وأصبح مشغولًا بما رآه بداخله، فلقد كشف له عن عالم جديد مسحور لم يعرفه من قبل.

وبعد انتهاء الموسم الفني أغلق «التياترو» أبوابه وبقي الطفل منتظرًا عودته مرة أخرى، ولكن الانتظار طال فجمع أصدقاءه الصغار ووزع عليهم الأدوار وبدأوا في تقليد الشخصيات التي شاهدوها، ومنذ تلك اللحظة لم يتوقف البارودي عن التمثيل في الحي وكذلك في المسرح المدرسي.

ومع مرور السنوات القليلة التحق الفنان المصري بنادي المعارف في الفجالة وقدم مع زملائه من الهواة مسرحيات مختلفة، وذات ليلة سمع من يقول أن زعيم الأمة سعد باشا زغلول سيحضر الحفل برفقة عدد من كبار رجال الدولة، ولكنه لم يصدق، حتى وجده ماثلًا أمام في الصفوف الأولى.

وكان وقع المفاجأة عليه كبيرًا ولكن فور فتح الستار حتى نسي نفسه تمامًا وأخذ يؤدي بأفضل ما يكون، وبعد انتهاء العرض صافحه الزعيم المصري بقوله: «إن صوتك مؤثر.. وقوي.. ومقنع..» ثم ضحك وأكمل: «لو عملت محاميًا لكسبت كل قضاياك».

ولكن البارودي لم يستمع للنصيحة لأن الفتي قد اختار طريقه بالفعل، طريق الفن والمعاناة؛ حيث أحيل إلى المعاش وهو في سن الـ65 عامًا، على الرغم من كونه في كامل صحته وتألقه الفني.