جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

سر «الوردة البيضاء» التي حصل عليها جواهر لال نهرو من راقصة في القاهرة

السبت 08 فبراير 2014 | 11:05 صباحاً
القاهرة- Gololy
1678
سر «الوردة البيضاء» التي حصل عليها جواهر لال نهرو من راقصة في القاهرة

عقب حصول الهند على استقلالها من بريطانيا عام 1947، برز جواهر لال نهرو بقوة على الساحة السياسية كأول رئيس وزراء للهند وبقي كذلك حتى وفاته عام 1964، فحرص على تبادل العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم لتقوية ذلك البلد حديث العهد بالحرية والاستقلال.

وكان من الطبيعي أن يسعى نهرو إلى تقوية العلاقات مع القاهرة، وخاصة بعد نجاح ثورة يوليو 1953 ووصول جمال عبدالناصر إلى الحُكم؛ حيث كان أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز العالمية مع ناصر عام 1961.

وفي عام 1957 رصدت مجلة «آخر ساعة» زيارة خاصة لرئيس الوزراء الهندي إلى القاهرة، والتي قضى بها ساعة واحدة فقط؛ حيث كانت مصر إحدى محطاته الجوية.

نهرو حيّا مستقبليه وهو واقف على سُلم الطائرة، وأدار عينيه في سماء القاهرة، ثم سأل المضيفة: «هل هذا هو جو القاهرة العادي!» فقيل له: «إن شتاء القاهرة هذا العام ألطف بكثير من شتاء العام الماضي»، ولكنه طلب معطفه من الطائرة.

وفي الاستراحة الخاصة التي أعدتها الجالية الهندية في القاهرة، كانت مأدبة خفيفة تتوسطها «تورتة» كبيرة نقش عليها بالشوكولاتة عبارة «مرحبًا بك في القاهرة»، ولكن رئيس الوزراء الراحل اعتذر إليهم من عدم قدرته على تناول أي شيء وشكرهم على حفاوتهم.

ثم جلس وأشعل سيجارة شرقية وطلب قدحًا من القهوة، وقال مبتسمًا: «سكان جنوب الهند كلهم يشربون القهوة.. وسكان الشمال يشربون الشاي.. وأنا شخصيًا أفضل القهوة»، وهنا تقدم إليه الملحق الصحفي بالسفارة الهندية فقدم إليه زهرة أنيقة بيضاء وضعت برشاقة في كيس من «السلوفان» وشبكت في أعلاه بطاقة صغيرة.. وتناول نهرو الزهرة وقرأ اسم البطاقة.

وكانت المرسلة «سيرينا لبنى سراولي» راقصة بالية هندية كانت شهيرة آنذاك، فابتسم نهرو قائلًا: «أعرفها وهي صغيرة تدرس الباليه.. هل هي لا تزال في القاهرة؟» فأجابه الملحق: «نعم يا سيدي.. وتقدم اعتذارها لأنها لم تتمكن من الحضور؟»، فقال نهرو: «لا بأس.. قدّم لها شكري وتحياتي».

والتفت السياسي الهندي إلى الصحفيين الذين التفوا حوله ولم يفقدوا الأمل في الحصول على حديث منه وابتسم قائلًا: «أنتم مصرون.. أستطيع أن أرى ذلك في وضوح.. لا بأس إذن من الحديث»، ثم نهض واتجه نحو المقاعد التي أعدتها السفارة الهندية وصار يجيب على أسئلتهم لمدة نصف ساعة.

وبعد أن انتهى الصحفيون من أسئلتهم جلس نهرو مع أفراد الجالية الهندية قليلًا، حتى جاءت مضيفة الطائرة وهمست في إذنه فقام متجهًا نحو أرض المطار لاستئناف رحلته.