علوية جميل.. فقدت ابنتها وهي على المسرح
أخفت وراء شخصيتها الصارمة وتقاسيم وجهها الحادة عواطف هشة وحزينة، عواطف أم فقدت ابنتها وهي في الصغر.
علوية تزوجت وهي لم تكمل بعد الـ13 عامًا، وأنجبت ثلاثة أبناء منهم ابنتها الكبرى عايدة، ثم انفصلت عن زوجها بعد 8 سنوات وعادت لتعيش مع والدتها وأبنائها الصغار، ولكن حبها للتمثيل الذي نشأ معها منذ أيام الدراسة عاودها من جديد فانضمت إلى فرقة يوسف بك وهبي المسرحية، ونجحت في أول أدوارها «أحدب نوتردام» عام 1927.
ووصفت الفنانة المصرية، في حوار إذاعي نادر ببرنامج «إني أعترف» عام 1936، ليلة رحيل ابنتها عايدة بقولها: «ذات ليلة كانت الفرقة تستعد لتقديم مسرحية «كرسي الاعتراف»، بينما كنت مشغولة بمرض ابنتي الكبرى الذي طال نتيجة للتشخيص الخاطئ، وكان من الضروري تقديم العرض في تلك الليلة بأي ثمن؛ لأن الفرقة كانت مرهقة ماليًا، ولكني لم أستطع مقاومة انشغالي وقلقلي وقابلت يوسف وهبي وطلبت منه إعفائي من العمل للمكوث بجوار ابنتي».
وأكملت علوية: «وكان يوسف بك كريمًا معي كعادته دائمًا وحينما هممت بمغادرة المسرح وجدت أحد العاملين بالفرقة يخبر وهبي بأن الممثلة التي طلبها لتمثيل دوري في الرواية رفضت النزول من منزلها بأي حال من الأحوال، واضطررت إلى تمثيل دوري وأنا حزينة».
وقدمت علوية جميل في تلك الليلة دورًا من أعظم أدوارها على المسرح وأدت الدور بشكل لفت نظر الجميع؛ فقد حاولت نسيان مرض ابنتها بالتركيز تمامًا في عملها ولهذا خرج الأداء بأروع ما كان.
وفور انتهائها من التمثيل غادرت مسرعة إلى المنزل لتفاجئ بموت ابنتها عايدة خلال أدائها على المسرح، فاعتصر الألم قلبها وبقيت طوال الشهور والسنوات التي مرّت على هذا الحادث تذكر تلك الليلة بتفاصيلها الحزينة.