6 سنوات قاسية عاشها زكي رستم وانتهت بموته
قضى الفنان المصري زكي رستم نحو 6 أعوام قبل وفاته وحيدًا ومنعزلًا عن الأضواء والشهرة، وذلك بعدما أعلن اعتزاله الفن نهائيًا لإصابته بإعاقة سمعية أقرب إلى الصمم.
رستم لم يكن ليتخذ هذا القرار لولا أنه أحس بثقل تلك الإصابة على طاقم العمل، والذين وجد منهم صعوبة في التواصل معه خلال شرح المشهد المطلوب تصويره، فزاد عليه ذلك من التوتر والحزن ما جعله يتخذ هذا القرار.
النجم المخضرم، وقبل اعتزاله، رفض بشدة استخدام السماعة الطبية المُكبرة للصوت في أذنه؛ اعتقادًا بأن سمعه الثقيل ما هو إلا مجرد عارض دخيل سيزول مع الأيام، وأن حفظه الجيد للدور وقراءته لشفاه الممثلين أمامه قد تحل المشكلة.
بالإضافة إلى أن سماعات الأذن آنذاك كانت لم تزل بأسلاك وبطاريات ظاهرة للعيان فشعر معها رستم بالحرج، وأحس أن وضع تلك السماعات ستقيد من اندماجه التمثيلي، التي لابد وأن تتداخلها معركة شديدة الوطيس تحتاج إلى حرية في الحركة والتفاعل مع الآخرين.
وبعد آخر أفلامه «أجازة صيف» مع فريد شوقي عام 1966، ابتعد الفنان المصري عن زملائه من الوسط الفني، لا يلتقي أحدًا ولا يخرج إلا نادرًا، وعاش مع كلبه في عزلة قاسية يقرأ الكتب باللغات العربية، والفرنسية، والإنجليزية حتى وفاته عام 1972.