كمال الطويل.. كاد أن يفقد حياته من أجل أغنية للسد العالي
شهدت الفترة الناصرية إنتاجًا متزايدًا من الأغاني الوطنية لكبار فناني مصر، وعلى رأسهم العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، الذي كان يعتبر نفسه ابنًا لتلك لحقبة، فقدم مع صديقه الملحن كمال الطويل العديد من الأغاني الوطنية الناجحة، وكان أشهرها أغنية «حكاية شعب».
«حكاية شعب» كتبها المؤلف أحمد شفيق كامل، وتم تصويرها كـ«حدوتة شعبية» يروي فيها البطل، عبدالحليم حافظ، أحداثًا من تاريخ مصر قبل ثورة 23 يوليو وحتى العدوان الثلاثي على مصر.
قبل كتابة كلمات الأغنية تلقى الثلاثة، حليم والطويل وشفيق، مكالمة هاتفية من وزير الإرشاد آنذاك محمد عبدالقادر حاتم، قائلًا: «أنتم لسه قاعدين هنا!! الحقوا سافروا وحضروا «غنوة» للسد العالي دا الريس جمال عبدالناصر حيكون هناك هو والملك المغربي محمد الخامس ونجله الحسن والرئيس الروسي نيكيتا خروتشوف».
فقرر الثلاثة التفرغ لعمل الأغنية، خاصة في ظل انشغال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم بارتباطات فنية، وهو ما يعني ازدياد نسبة نجاح الأغنية ووضعها في بؤرة الأضواء.
وتصادف خلال جلسات لتحضير للأغنية أن أصيب كمال الطويل بحُمى شديدة، كادت أن تتطور لوضع صحي أسوأ، ورغم ذلك صمد حتى أكمل اللحن بمساعدة «طبية» من العندليب، الذي مكث بجواره يداويه ويقرأ عليه الكلمات ويساعده في كتابة النوتة حتى اكتملت الأغنية وخرجت للنور، وأصبحت أحد رموز تخليد السد العالي.