محمود المليجي.. أفلت من قبضة الشرطة بوساطة يوسف شاهين

النجاح الذي حققه الفنان محمود المليجي في أدوار الشرير الظريف لم يأت بسهولة، وإنما بكثير من الجهد والعرق و«الدم»؛ حيث حصل على الكثير من «العلقات الساخنة» سواء بأوامر المخرج أم بغير إرادته.

المليجي خلال تصوير فيلم «ابن النيل» مع شكري سرحان، كان من المقرر بحسب السيناريو أن يسرق محل «جواهرجي» في شارع سليمان باشا، ولكن المخرج العبقري يوسف شاهين أراد تنفيذ إحدى شطحاته الفنية.

شاهين قرر أن يكون الجمهور هم الكومبارس، فغطى آلة التصوير فإذا ما أقبل المليجي على السرقة، بالاتفاق مع الجواهرجي، دارت الكاميرا وأسرع صاحب المحل يصرخ: «امسك حرامي.. امسك حرامي»، فاستبدت الدهشة بالناس وأسرعوا يهرولون وراء «السارق».

وخلال تصوير المطاردة «الواقعية» دلف الفنان المصري إلى شارع جانبي فامتدت أمامه قدم غليظة وأوقعته أرضًا، وانهالت عليه يد عنيفة باللكمات وارتفع حذاء حكومي ليدوسه، فصاح بأعلى صوته: «حاسب.. أنا ممثل»، فأجابه العسكري الذي أمسك به بقوة وهو يهوي عليه ويفرغ فيه شحنة حقده على كل اللصوص: «ما أنتم كلكم بتمثلوا!!».

وفي هذه الأثناء فقط تدخل يوسف شاهين بمشقة وسط زحام الجمهور، وأقنع الشرطي بأن من يمسكه ما هو إلا محمود المليجي، ثم حملوه على الفور ممتلئًا بالجراح والدماء.