تعرف على الشرط الذي فرضته معلمة أم السعد عليها حتى تعلمها قراءات القرآن!!
كانت السيدة أم السعد محمد علي نجم، أشهر امرأة معاصرة في قراءات القرآن الكريم، فهي السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر، وظلت طوال نصف قرن تمنح إجازاتها في القراءات العشر، رغم كونها ضريرة فقد فقدت بصرها بعد أن داهم المرض عينيها ولم تتجاوز العام الأول من عمرها، واتجه أهلها للعلاج الشعبي بالكحل والزيوت التي كانت سببًا في فقدان بصرها بالكلي.
أتمت أم السعد حفظ القرآن الكريم وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وحينها ذهبت إلى الشيخة نفيسة بنت أبو العلا، شيخة أهل زمانها كما توصف- لتطلب منها تعلم القراءات العشر، فاشترطت عليها شرطًا عجيبًا وهو: ألا تتزوج أبدًا، فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات، لأنهن يتزوجن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم.
وقد وافقت أم السعد على شرط شيختها التي كانت معروفة بصرامتها وقسوتها على السيدات ككل اللواتي لا يصلحن في رأيها لهذه المهمة الشريفة! ومما شجعها على ذلك أن نفيسة نفسها لم تتزوج رغم كثرة من طلبوها للزواج من الأكابر، وماتت وهي بكر في الثمانين، انقطاعًا للقرآن الكريم.
أتمت أيضًا الشيخة أم السعد المهمة الشريفة وحصلت من شيختها نفيسة على إجازات في القراءات العشر، وهي في الثالثة والعشرين من عمرها.
تزوجت أم السعد أقرب تلاميذها إليها الشيخ محمد فريد نعمان الذي كان من أشهر القراء في إذاعة الإسكندرية، وهو صاحب أول إجازة تمنحها «أم السعد»، وتقول عن قصة زواجها: «لم أستطع الوفاء بالوعد الذي قطعته لشيختي نفيسة بعدم الزواج.. كان يقرأ عليَّ القرآن بالقراءات.. ارتحت له.. كان مثلي ضريرًا وحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكرة.. درَّست له خمس سنوات كاملة، وحين أكمل القراءات العشر وأخذ إجازاتها طلب يدي للزواج، فقبلت».
واستمر زواجهما أربعين سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا.. وتعلق قائلة: «الحمد لله.. أشعر بأن الله -تعالى- يختار لي الخير دائمًا.. ربما لو أنجبت لانشغلت بالأولاد عن القرآن، وربما نسيته».