حيلة فاخر فاخر لإطعام فرقة رمسيس مجانًا

بينما كانت نيران الحرب العالمية الثانية على أشدها في العلمين، كان الفنان الناشئ آنذاك فاخر فاخر يعمل مع فرقة رمسيس المسرحية لصاحبها يوسف بك وهبي، والتي كانت تؤدي عروضها على عدة مسارح بالوجه البحري.

وكثيرًا ما كانت الغارات تمنع الفرقة من التمثيل في المواعيد المحددة، وكان فاخر متلهفًا بشدة على معرفة أخبار الحرب، ولذا حرص على إخفاء قروشه القليلة ليتسلل فيما بعد إلى محطة السكة الحديد ويشتري صحيفة «المساء»، ولم يفكر مطلقًا في الاعتماد على الراديو  الحكومي؛ لأنه كان «إنجليزيًا» يعمل لحساب قوات الحلفاء وعلى رأسهم بريطانيا العظمى.

ولم يكن فاخر يمتلك الكثير من القروش، حتى أنه كان يتقاسم «الساندويتش» مع زملائه بالفرقة، وكان بين نارين الأولى أن يخبر الزملاء بهذه القروش القليلة لشراء الطعام، والثانية أن يحتفظ بها للحصول على الأخبار من الصحيفة، فتوصل إلى حل هرب به من ذلك المأزق.

وروى الفنان المصري هذا الحل بقوله: «كنت أعرف أن صاحب المطعم المجاور يعجب بزميل لنا ويتمنى أن يسدي له خدماته عن طيب خاطر، وفكرت مع بعض الأصدقاء في استغلال هذا الإعجاب، فكنا نرسل إليه كل يوم وقبل موعد الغداء نطلب منه طعامًا يكفينا جميعًا على حساب الزميل، واستمر الحال على ذلك أسبوعًا، وتقاضى صاحب المطعم الثمن من كلمات الشكر والثناء التي نجيدها جميعًا ولكن باسم الزميل إياه».