فرصة ذهبية منحها أحمد شوقي لعبدالوهاب

العمل مع أمير الشعراء أحمد شوقي كان بمثابة الحُلم صعب المنال بالنسبة لفناني عصره من الشباب المبتدئين، ومنهم ذاك الفتى الناشئ آنذاك محمد عبدالوهاب.

شوقي كان معجبًا بشدة بموهبة عبدالوهاب وأطلق عليه لقب «كروان الفن»، وفي عام 1927 عرض عليه فرصة ذهبية؛ فقد كان يستعد للسفر إلى باريس للاستجمام، واقترح على الشاب الطموح أن يصحبه في تلك الرحلة، وكاد الأخير أن يفقد صوابه من هول المفاجأة السارة، بحسب المؤرخ الفني كمال النُجمي.

ولكن هناك مشكلة واجهت عبدالوهاب؛ فكان كالملايين من الأطفال المصريين في القاهرة والأقاليم بدون شهادة ميلاد، حتى أنه اضطر إلى إجراء «عملية تسنين» عام 1924 بمناسبة تعيينه كمعلم للأناشيد في مدرسة «الخازيندار الابتدائية» بالقاهرة، ورأى الطبيب أنه من مواليد 1900 تقريبًا، وصار هذا التاريخ مسجلًا في وزارة المعارف.

ولكن بقيت مشكلة أخرى، وهي يوم وشهر الميلاد، فاختار شوقي يوم 13 مارس؛ حيث أن رقم 13 يعتبره الناس فألًا مشئومًا فأراد أن يجعل منه فألًا حسنًا لأن «كروان الفن» سيولد فيه.

أما شهر مارس فقد اختاره «أمير الشعراء» لأنه شهر الربيع، الفصل الذي يعشقه بشدة، وبذلك سُجل تاريخ 13 مارس 1900 في أول جواز سفر يستخرجه محمد عبدالوهاب، ولكن هذا التاريخ زيد عليه 10 سنوات كملة حينما استخرج الأخير «بدل فاقد» لجواز سفره في الثلاثينيات، وأصبح تاريخ مولده المتداول هو 13 مارس 1910.