«شلوت» نجيب الريحاني يُعيد الحق لأصحابه
الضحكات التي كانت تنبعث من مسرح نجم الكوميديا نجيب ريحاني لم تكن تمنع حدوث بعض المشادات بين أعضائها، ولذلك استلزم الأمر من الريحاني بعض الحكمة والتروي في أخذ القرارات الصعبة، ورغم كل ذلك لم يكن يحيد عن العدل حتى ولو كان سيثأر لكرامة عامل فقير من بطش أحد كبار ممثلي فرقته.
وذات يوم، طلب أحد كبار ممثلي فرقة الريحاني شيئًا معينًا من ريجيسير الفرقة، وأهمل الثاني طلبه لانشغاله بالعمل في المسرح، فتغيظ الممثل وصفع الريجيسير أمام الجميع وأعقب الصفعة بـ«شلوت» من النوع الثقيل.
العامل المغلوب على أمره ذهب يشكو للريحاني، فنزل سريعًا من غرفته وتوجّه إلى الممثل الكبير، بعدما تيقن من خطأ الممثل، وطلب الريحاني منه أن يعتذر للريجيسير أمام الجميع، ولكنه رفض أن يعتذر لـ«حتة عامل لا هنا ولا هناك».
فما كان من الريحاني إلا أن صفعه صفعة مدوية أمام الجميع ثم أعقب الصفعة بـ«شلوت» من النوع سالف الذكر، وبكل هدوء أصدر قرارًا لمدير الفرقة أن يسند دور الممثل الكبير لأحد الكومبارس، ثم صعد إلى غرفته استعدادًا لرفع الستار.
بعض الممثلين توسطوا لحل الموقف قبل أن يستفحل، وأقنعوا زميلهم المخطئ بضرورة الاعتذار، وبالفعل عاد إلى تمثيل دوره على المسرح، بعد أن قدّم اعتذاره للريجيسير وبدوره اعتذر الريحاني عن صفعته المدوية؛ ردًا على اعتذار الأول.