السلطات الفرنسية اعتقلت والد وردة في باريس وأجبرتها على الغناء

رغم أنها فرنسية المولد إلا أن الفنانة الجزائرية وردة أدركت منذ صغرها معنى الاحتلال الفرنسي لبلادها الأم، وتأكدت أن ما تنادي به هذا البلد من حرية وإخاء ومساواة ما هو إلا شعارات تتساقط مع أهدافها الاستعمارية في الجزائر وغيرها من دول شمال أفريقيا.

تلك الجزائرية الصغيرة شهدت واقعة أثّرت كثيرًا في نفسها، وكانت سببًا في دخولها الفن؛ حينما اكتشفت السلطات الفرنسية أسلحة للثوار الجزائريين بمطعم والدها، فتم اعتقاله وهو في الستين من عمره، وتعرض طوال أسبوع كامل لأنواع من الضرب والتعذيب.

وفي تلك الفترة اضطرت الفنانة الجزائرية إلى احتراف الغناء وهي في سن صغير، وسجلت عدة اسطوانات باللغة العربية.

وعندما خرج والدها من المعتقل، تركوا المطعم نهائيًا وذهبوا إلى بيروت، بلدة والدتها، وكانت تبلغ يومئذ 17 عامًا، وبدأت مشوارها الفني من ملهى «طانيوس»، بصحبة عائلتها التي كانت تبقى معها طوال ساعات عملها.

وقدمت وردة خلال تلك الفترة عدد من الأغاني الوطنية التي تُحيي الثورة الجزائرية، وأكدت أن تلك الأغاني لم تلق رواجًا بين رواد الملهى من اللبنانيين، على عكس الكثير من السوريين المقيمين في بيروت، والذي أعجبوا بها بشدة وطالبوا بتكرارها كثيرًا.