موهبة محمود المليجي أكسبته تعاطف مراقب لجنة الامتحان!
عندما انضم إلى فرقة فاطمة رشدي المسرحية كان لا يزال طالبًا بالصف الثاني الثانوي، وحينما أُسند إلى محمود المليجي دورًا هامًا في إحدى المسرحيات كان يستعد لدخول «امتحان الكفاءة».
المليجي فرح بهذا الدور فرحة كبيرة وحسده عليه كل الهواة الذين كانوا يجلسون على مقاهي عماد الدين في انتظار مثل تلك الفرصة، بل وقررت فاطمة رشدي إعادة حفلات «الماتينيه» يوم الأحد من كل أسبوع في السادسة مساءً، على الرغم من أنها ألغت الحفلات بحلول الصيف، ولكنها اضطرت إلى ذلك بعد نجاح العرض الأول.
وتصادف يوم أحد أن تقرر موعد الاختبار الشفوي لمادة الرياضيات، ووقف الفنان المصري مع زملائه في صف طويل كل ينتظر دوره، وبدأت الساعة تقترب من السادسة والغيظ يتملك منه «كنت أخاف أن تضيع فرصة ظهوري على المسرح مما قد يسبب ارتباكًا للفرقة، وبدأت أضرب الأرض بقدمي وأتململ في الصف من الغضب والخوف معًا».
وتملك المليجي شعورًا بالقهر وبدأت الدموع تنساب من عينيه، ومرّ رئيس اللجنة ورآه على تلك الحال فسأله: «أنت خايف من الامتحان يا شاطر؟»، فقال له مدفوعًا بغيظه: «لا أنا خايف من رفع الستار!!»، ولم يفهم الرجل ما يعنيه وظنّ أنه يهذي من شدة الخوف، فأعاد السؤال عن قصة رفع الستار.
ولما روى الفنان المصري قصته أعجب الرجل به كثيرًا؛ فقد كان لحسن الحظ من محبي فن فاطمة رشدي، وقرر أن يختبره بنفسه حتى لا يفوّت عليه فرصة الظهور على المسرح «كنت أمتحن في الحساب ومع هذا فقد راح يسألني عن الفن ويختبر معلوماتي الفنية ويحدثني عن المسرحيات الشعرية والمنافسة الحامية بين فرقتي فاطمة رشدي ورمسيس».
ونجح محمود المليجي في اختبار الرياضيات ولم يكتف «الرجل الطيب» بنجاحه بل نفحه 5 قروش ليركب بها سيارة أجرة إلى المسرح ليلحق بالفرقة قبل رفع الستار.