عشق أم كلثوم يحول طالب الحقوق المتفوق إلى عازف رقّ
لم يكن الانضمام إلى فرقة أم كلثوم سهلًا أو ميسورًا لأي عازف؛ فهناك شروط كان يجب أن تتوافر في العازف الذي ينضم إلى تختها الموسيقي، ومن أهم هذه الشروط أن تكون كفاءته في العزف على الآلة الموسيقية التي تخصص فيها شيئًا فريدًا أو نادرًا بين زملائه من عازفي نفس الآلة.
«كوكب الشرق» كانت تتمتع بأذن موسيقية جعلتها تشعر بهذه الكفاءة وبموهبة العازف وقدرته على تحريك أوتار آلته الموسيقية، ومن بين أعضاء فرقتها ممن اختارتهم بنفسها بعد أن استمعت إلى عزفه ضابط الإيقاع حسين معوض.
معوض كان محاميًا ثم ترك المحاماة وأصبحت الموسيقى هوايته الرئيسية وازداد ارتباطًا بتلك الهواية بصوت أم كلثوم؛ فقد كان طوال دراسته الثانوية والجامعية لا ينقطع أبدًا عن سمع أغانيها.
عشقه لصوت أم كلثوم كان دافعًا لاستذكار العلوم لقانونية، لذلك فقد كان مدينًا لصوتها بنجاحه وبتفوق في ليسانس الحقوق، أما هوايته للعزف فإنها ولدت عنده وهو يتابع الأنغام التي تصدر من الفرقة الموسيقية، وشعر بتقدير وحب لآلة «الرقّ» التي تضبط إيقاع اللحن فقرر أن يدرسها دراسة علمية.
وبلغ من شغفه وحبه لهذه الآلة أن تفوق فيها كعازف والتحق بفرقة أم كلثوم كـ«ضابط إيقاع» لأكثر من عشر سنوات، وأصبح لنشاطه وحده واحترام وتقدير زملائه له مديرًا إداريًا للفرقة فيما بعد.