رواية تحدى بها نجيب الريحاني الموت
يظل مُعلم الكوميديا الأول وإحدى علامات المسرح المصري والعربي، ورغم أنه قدم العديد من الأعمال المسرحية الخالدة، إلا أن هناك عملًا نادرًا هو السبب الرئيسي في بناء الهرم الكبير المُسمى «نجيب الريحاني».
الريحاني قدم مع فرقته المسرحية رواية «ماحدش واخد منه حاجة»، وهي إحدى الفكاهات التي تفلسف الموت والحياة، ولكن هناك سر قد لا يعرفه الكثيرون، وهو أن الريحاني ذاته كان رجلًا متشاءمًا، يخشى الموت ويكره أن يتحدث عنه أو أن يستمع لأحد يتكلم عنه.. حتى على المسرح.
وعلى الرغم من تشاؤم الريحاني، إلا أنه كان يقوم فيها بدور الرجل الذي يتظاهر بالموت والانتقال إلى الحياة الآخرة؛ نزولًا على حُكم الفن، ولذلك لم يكن يقدم تلك الرواية الناجحة إلا في مناسبات متباعدة، ولم يكن يخفي تبرمه منها كلما اضطر إلى تمثيل دوره فيها.
والفنان الراحل تحدث في إحدى فصول الرواية، بعد أن ينتشر خبر موته الكاذب ويرى دموع التماسيح التي تذرف على فقده، فقال: «لو كان الميت يعرف إيه اللي بيحصل في جنازته.. ما كنش مات.. الحمدلله المرة ديه جت سليمة علشان الواحد يعمل حسابه في الموتة الكبيرة».