هنري بركات.. رفض إسناد بطولة «دعاء الكروان» للأطرش

العلاقة التي جمعت المخرج الكبير هنري بركات والفنان السوري فريد الأطرش لم تكن علاقة على المستوى الفني فقط، وإنما كانت صداقة قوية وإخلاص متبادل.

ذات يوم تلقى بركات اتصالًا هاتفيًا من فريد يطلب لقاءه وبشكل عاجل، وحينما التقيا عرض عليه مساعدته في أول إنتاج فني له، بعد أن باع مزرعة الخيل وسيارته واقترض أموالًا من بعض أصدقائه.

المخرج المصري رحّب بالفكرة للغاية، ولمّا أدرك أن المبلغ الذي حصّله الأطرش قد لا يكفي لإنتاج فيلم سينمائي، قرر التنازل عن أجره مؤقتًا، وأكد لصديقه أنه لن يتقاض شيئًا إلا من إيرادات الفيلم.

وإكمالًا لمساعدة صديقه أجرى اتصالات مع الاستوديوهات وعقد له اتفاقًا مريحًا لإيجار الاستديو، بل وعرض عليه أن يشاركه في إنتاج الفيلم إذا ما نقصت الأموال.

وبدأ بركات يبحث مع الأطرش عن قصة الفيلم، وأعجبتهما قصة «دعاء الكروان» للأديب طه حسين، فقابلاه ليتفقوا على صيغة العقد، ووقعّاه بالفعل! ولكن عندما عكف بركات على دراسة القصة وجد البطل شريرًا لا يمكن أن يكون مطربًا يشدوا بأغان تمس القلب، فاقترح فريد أن يكون الفيلم استعراضيًا لأن رأسماله صوته وألحانه، ولا بد أن يقدمهما للجمهور في إطار بهيج، فقررا استبدال القصة بأخرى، وبالفعل قدّما «حبيب العمر» للكاتب بديع خيري.

وقد شاركت الأطرش البطولة الفنانة السمراء سامية جمال، وذلك ضمن أجمل دويتوهات السينما المصرية.