دجّال أوقع كريمان في حباله بمساعدة الخادمة

كانت في زيارة إلى إحدى صديقاتها المقربات وهناك التقت مصادفة رجل عجوز يرتدي ملابس فضفاضة أقرب إلى «الدراويش» وبيده مسبحة يُحصي حبّاتها، وفور أن رآها حتى تبسّم قائلًا: «أزيك يا ست كريمان.. عملتي إيه في الاستديو امبارح.. اطمني أنتي ناجحة وهتمثلي بعد أسبوعين!!».

وبعد أن انفردت كريمان بصديقتها عرفت منها هوية ذلك «الشيخ عباس»؛ حيث أكدت لها أنه «رجل طاهر مكشوف عنه الحجاب»، فسخرت منها واتهمتها بالجنون وقالت لها: «إنه لابد دجال مشعوذ»، ولكن ساورها الشك؛ حيث لا أحد يعرف بإجرائها «اختبار كاميرا» وانتظارها موافقة المخرج على بطولة أول أفلامها السينمائية.

وبعد خروجهما من الغرفة التقته مجددًا وعاتبها أن نعتته بتلك الصفات، فتعجبت بشدة؛ لأنه لم يكن باستطاعة أحد أن يسمع حديثهما، فآمنت بقدراته واعتذرت له بشدة، فأخبرها أنها ستنجح في الاختبار وستصبح نجمة يلتف حولها المنتجون، وحينما حاولت إعطائه بعض النقود رفض بشدة قائلًا: «يابنتي أنا راجل بتاع ربنا وبس، الفلوس دي زخرف زائل».

ومرت الأيام وتحققت نبوءة «الشيخ عباس» وبدأت الفنانة المصرية أول أفلامها، وفي غمرة انشغالها نسيت هديته، وحينما وقعت لها إصابة في قدمها خلال التصوير، أحسّت أنه عقاب من الله، فأرسلت له في اليوم التالي هدية فخمة من الملابس التي اعتاد ارتدائها وبضعة جنيهات.

وأرسل لها «الشيخ عباس» في المقابل بعض النصائح والنبوءات، التي تحققت فيما بعد، ورغم ذلك لم تستطع كريمان الوثوق به تمامًا، حتى عرفت السرّ من صديقتها؛ فقد اكتشفت أمره من خادمتها العجوز.

خادمة صديقتها كانت ضحية لذلك الشيخ النصاب، الذي كان يستدرجها «عاطفيًا» لمعرفة كل التفاصيل عن الفتاتين، وما يستجد في حياتهما من أمور، وكان هو شديد الذكاء يجيد تحليل تلك المعلومات فيصبح لديه القدرة على الاستنتاج والتنبؤ بكل شيء.

وعادت كريمان من جديد لا تؤمن بالخرافات والدجالين.