رسالة بعث بها محمد كمال المصري لجمهوره عن معاناته مع الربو
عُرف بنحافته الشديدة طوال حياته، إلا أن الفنان الكوميدي محمد كمال المصري ازداد نحولًا في أيامه الأخيرة بفعل المرض والشيخوخة، كما تفاقمت حالته المادية بعدما اعتزل الفن والأضواء.
«شرفنطح» السينما المصرية عاش سنواته الأخيرة بعشرة جنيهات كان يصرفها من نقابة الفنانين إلى جانب صدقات جيرانه المتواضعة.
وفي عام 1958 نشرت مجلة «المصور» رسالة من الفنان المصري شرح خلالها معاناته مع المرض والحاجة، بقوله: «كما ترون، وحيد متعطل، مريض بالربو، مثقل بالشيخوخة، ولم يعد لديّ مال.. أنفقت ما أملك على الدواء، وليته أجداني، فإن الربو لم يبرح مكانه في صدري.. إن الربو عنيد لا يتزحزح، لقد أقعدني وأعجزني عن العمل.. وقال لي الأطباء إنني سأموت إذا غامرت بالعمل والربو في صدري».
وكان «شرفنطح» يفضل الوحدة هو زوجته على إنجاب الأطفال، ومبرره في ذلك هو ألا يصبحوا ضحايا جُدد للحياة «ليس لي أسرة كبيرة، فإن زوجتي وحدها هي أسرتي التي ترعاني، وتقوم بتمريضي، وتسهر على راحتي.. لقد عشت حياتي معذبًا مثقلًا بالهموم والمتاعب، فلم أجد معنى لأن أقدم بيدي ضحايا للحياة، لم أشأ أن أقذف بنفوس جديدة في مجرى الحياة تعاني مثلي الهموم والأحزان».