مأساة صنعت عزيز عثمان على حساب والده
منذ ولادته تفتحت عيناه على أب من رواد الموسيقى العظام، ولذلك نشأ الطفل عزيز على أنغام والده محمد عثمان واكتسب منه عشقه للفن، حتى وقعت مأساة كبيرة أحزنته للغاية.
والد عزيز عثمان أصيب بداء عضال في حنجرته، مصدر رزقه الوحيد، واضطر إلى إجراء جراحة عاجلة ولكنها فشلت وتحول صوته العذب إلى «حشرجة» مُنفرة، فاضطر الابن إلى استكمال مشوار أبيه واحتراف الغناء في سن صغير بمساعدة تلاميذ الوالد، وعلى رأسهم المطرب الكبير عبد الحي حلمي.
ولكن الأب ظلّ حزينًا على موهبته الفنية وازداد أمله في الرجوع إلى فنه من جديد، وحينما علم أن هناك اختراعًا حقيقيًا ظهر في أوروبا وأمريكا اسمه «الفونوغراف»، ووظيفته هي التقاط الصوت وإعادة سماعه مرة أخرى، فكّر في تسجيل أدواره الفنية لينقلها إلى المستمعين مرة أخرى؛ حفاظًا عليها من الضياع.
وأوصى محمد عثمان تلميذه حلمي بأن يسجل له دورين على الأقل من أدواره عندما يصل هذا الاختراع إلى مصر، وبعد وفاته بأربع سنوات سجّل تلميذه معظم أعماله للوفاء بالوعد الذي قطعه لأستاذه الراحل.
أما الابن عزيز فقد عمل في بداية مسيرته الفنية بفرقة بديعة مصابني وكانت أولى محطاته السينمائية في فيلم «لعبة الست» مع نجيب الريحاني واشتهر بأغنية «بطلوا ده واسمعوا ده».