ديانة طه حسين كادت أن تعوق زواجه من الفرنسية

الحرية التي تكفلها العائلة الأوروبية لأبنائها في اختيار شركاء حياتهم تُعد من الأمور المسلّم بها، ولكن حينما قررت الفرنسية سوزان بريسو الزواج من عميد الأدب العربي طه حسين وقفت أسرتها ضد هذا القرار وعارضته بشدة.

عائلة سوزان رفضت الزواج ليس لأنه كفيف بل لكونه عربيًا مسلمًا، وهو ما اعتبروه مجازفة خطيرة تقوم بها الفتاة الشابة مدفوعة بالعاطفة فقط، ولكنها أصرت على موقفها، وجاءها دعم مادي ومعنوي كبير من عمها.

عمّ بريسو كان كاهنًا مثقفًا وأكاديميًا، التقى بالأديب المصري لمدة ساعتين، وعاد بعدها ليطمئن أهلها قائلاً: «بوسعك أن تحققي ما تريدينه، لا تخافي مع هذا الرجل؛ لأنه إنسان يستطيع أن يخلق حوارًا عاليًا».

وقد تزوجا 9 أغسطس عام 1917 وعاد طه حسين إلى بلاده بأرفع الشهادات، أما سوزان فقد جاءت إلى القاهرة لتكون بجانب زوجها عام 1919 ورافقتها ابنتهما الأولى أمينة ابنة الـ16 شهرًا، ثم أنجبت منه طفلاً آخرًا أسمياه مؤنس.

وبقيت زوجة «عميد الأديب العربي» في مصر حتى بعد رحيله، ولم تغادر البلاد مطلقًا حتى توفيت عام 1989 عن عمر يناهز 94 عامًا.