خطبة جمال عبدالناصر لأبناء بولاق ليلة رمضانية عام 1954

حرص الزعيم الراحل جمال عبدالناصر على تهنئة جموع الشعب المصري بقرب حلول شهر رمضان المبارك عام 1954.

وفي ليلة رمضان التي وافقت 3 مايو من ذات العام، شارك عبدالناصر في احتفال رابطة «أبناء الهلة» ببولاق مع أعضاء مجلس قيادة الثورة، وخطب في الحضور قائلًا: «أحييكم وأنتهز هذه المناسبة التي أجتمع فيها معكم لأول مرة في القاهرة، مناسبة ليلة رمضان، وأقول لكم كل عام وأنتم بخير».

وطالب عبدالناصر الشعب بالعمل الجاد لمصلحة البلاد «سأعمل كما تعملون، وسأكد كما تكدون، وسأجاهد كما تجاهدون في سبيل المصلحة العليا، لا في سبيل المصالح الذاتية أو في سبيل الأغراض الشخصية، وأرجو أن نفهم حتى يمكن أن نعمل».

وتحدث الرئيس الراحل عن الثورة ووصفها بأنها تمثل الآمال العظمى التي يشعر بها الوطن «ومن أجل هذا كله قامت الثورة لتعبر عن آمالكم أنتم، ومن أجل هذا كله قامت الثورة لتسير بالوطن كمجموع، كوحدة واحدة متكاتفة قوية متحدة متعاونة، من أجل خير الجميع، ومن أجل عز الجميع، ومن أجل كرامة الجميع».

وأضاف: «قامت الثورة من أجلكم لتقضى على الماضي البغيض وعلى الاستبداد والاستغلال، ولكي تقيم العدل وتقيم المساواة.. لن نتمكن في وقت قصير من القضاء على آثار الماضي كلها، وإننا لن نتمكن في وقت قصير من البناء الشامخ».

واختتم كلمته: «أطالبكم أن تثبتوا أن المصري لن يقبل احتلالاً ولن يقبل ضيمًا ولن يقبل استعبادًا، ولكنه سيكون دائمًا مطالبًا بالحرية، ولن يرضى بغير الحرية بديلاً».