أمنية طلبها نجيب محفوظ في ليلة القدر
تُعد رواية «أولاد حارتنا» إحدى علامات الأدب المصري الكلاسيكي، والتي استنزفت من صاحبها أديب نوبل نجيب محفوظ الكثير من الوقت والجهد، بل كادت أن تقضي على حياته؛ بعدما كفّرته إحدى الجماعات الإسلامية المتشددة وأباحت قتله.
محفوظ تعرض بالفعل عام 1995 لمحاولة اغتيال عقب عدة فتاوى تبيح قتله باعتباره مرتدًا عن الإسلام، ولكنه نجا منها بأعجوبة وإن ظلّ غير قادر على استخدام يده في الكتابة.
«أولاد حارتنا» أول ما بدأت كانت عبارة عن سلسلة تنشر تباعًا في جريدة الأهرام المصرية، وظلّت مستمرة حتى بعدما هاجمها شيوخ الجامع الأزهر وطالبوا بوقف نشرها، ورغم عدم إصدار قرار رسمي بمنعها إلا أن مؤسسة الرئاسة اتفقت مع الأديب المصري على عدم نشر الرواية في كتاب داخل مصر إلا بعد موافقة الأزهر.
وفي حوار صحفي لنجيب محفوظ مع مجلة «الجيل» في شهر رمضان من عام 1959، أكد أنه سيتحرى «ليلة القدر» ليدعو الله أن تتم روايته «أولاد حارتنا» على خير وأن ترَ النور.
الرواية طبعت لأول مرة كاملة في لبنان من إصدار «دار الآداب» عام 1962، وقد مُنع دخولها إلى مصر ولكن استطاعت نسخ مُهربة منها أن تجد طريقها إلى القاهرة، حتى نُشرت رسميًا بإحدى دور النشر المصرية وبمقدمة للكاتب الإسلامي الدكتور أحمد كمال أبوالمجد.