محمد الموجي يلقن جندي الاحتلال درسا قاسيا.. ويتناول أحلى فطار في القسم
في شهر رمضان من عام 1946 خرج الملحن المصري محمد الموجي مع زوجته قبل ساعات من «مدفع الإفطار» في جولة للتنزه بشوارع القاهرة، وبعدما خرجا من إحدى دور السينما ركبا الترام ليعودا إلى منزلهما في العباسية.
كان الجو حارًا والترام مزدحمًا عن آخره «وسبب زحامه هذه الوجوه الحمراء للجنود الإنجليز الذين كانوا يلوثون أرض الوطن في هذه الفترة، وحينما وصل الترام إلى ميدان الجيش سمعت صراخ زوجتي فجأة يصدر عن ديوان السيدات، وكان الصراخ يحمل صوت زوجتي: «إلحقني يا سي محمد.. حوش جوني يا سي محمد!!».
وأسرع الملحن المصري في لمح البصر إلى عربة السيدات وهناك وجد زوجته منزوية في ركن من العربة وأحد الجنود الإنجليز يمسك بخناق الكمسري يحاول سرقة حقيبته، فراح يفرّق بينهما وحينها تدافع عدد من الجنود مدافعين عن زميلهم وضربه أحدهم لكمة أطارت صوابه.
الموجي راح يضرب الجندي الإنجليزي بلا وعي وبكل ما أوتي من حقد وغلّ، وتدخل باقي المصريين وأشبعوا الإنجليز ضربًا ولكمًا، وفي زحمة الضرب أشار على زوجته لكي تعود إلى المنزل، فنزلت على الفور وجاء «البوليس».
الشرطة اقتادت الجميع إلى القسم واستمر التحقيق حتى حان وقت الإفطار فتناول الطعام هناك «ورغم أن الحادث قد مرّ عليه سنوات كثيرة إلا أنني مازلت أستشعر حلاوة اللقمة التي أكلتها يومها؛ فقد كانت ممزوجة بطعم الانتصار على اللصوص الحُمر».