«بومة» تُلهم عباس العقاد فتنبئ بوفاة صديقه قبل ساعات
العبقرية التي تمتع بها الأديب والمفكر المصري عباس العقاد كانت كفيلة بأن تهبه المزيد من الصفات العجيبة والمميزات التي اختص بها وحده بين رفاقه آنذاك، ومن تلك الصفات «الحاسة السادسة».
العقاد أكد أنه يعتز بامتلاكه تلك الصفة التي «لم تخطيء على الإطلاق»، بحسب قوله، واستدل على ذلك بأحد المواقف التي مرّ بها.
الأديب المصري روى قائلًا: «في أحد الأيام كنت بأسوان وسألت أخي فجأة عن صديق لي لم أكن قد رأيته منذ فترة، وفي المساء جاءتني برقية تنعي ذلك الصديق، وتبينت فيما بعد أنه توفي في اللحظة نفسها التي تذكرته فيها، وقد تكررت مثل تلك الحوادث كثيرًا، حتى عرف عني أصدقائي هذه الصفة».
صفة أخرى أوردها المفكر الراحل أنه كان يتحدى «التشاؤم»؛ فهو لا يؤمن به، وكان يسكن منزلًا يحمل رقم 13، والرقمان الأولان من تليفونه هما 13، وبدأ بناء منزله بأسوان يوم 13 مارس، كما قسّم ملازم كتبه 13 قسمًا، والمثير في الأمر أنه كان يحتفظ بتمثال على هيئة «بومة» يضعه أمامه دائمًا وهو يؤلف كتبه.
عباس محمود العقاد من مواليد عام 1889 في محافظة أسوان، وقد تلقى تعليمه الأولي بالكُتاب ثم قضى أربع سنوات بالمدرسة الابتدائية كانت هي ختام دراسته التعليمية.
عمل الأديب الراحل بوظائف كثيرة في المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف، إلا أنه استقال منها تباعًا متجهًا للعمل بالصحافة مستعيناً بثقافته وسعة إطلاعه.