جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

أحمد عمر هاشم لـGololy: رجال الجيش والشرطة أحد عينين لا تمسهما النار.. وهذا رأيي في المصالحة مع الإخوان

السبت 13 سبتمبر 2014 | 02:40 مساءً
القاهرة - عاطف عبد اللطيف
614
أحمد عمر هاشم لـGololy: رجال الجيش والشرطة أحد عينين لا تمسهما النار.. وهذا رأيي في المصالحة مع الإخوان

حول موجات استباحة رقاب البشر ودعوات التكفير التي تطلقها جماعات "داعش" وأنصار بيت المقدس بسيناء، ودعوات العنف في الشارع المصري، ورده على الشيوخ من أطلقوا وأباحوا قتل رجال الجيش والشرطة، ومبدأ المصالحة مع الإخوان خاصة بعد مبادرة محمد العمدة للتصالح.. التقي Gololy الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا وعضو هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، ودار الحوار التالي:

ماذا تقول لأسر شهداء الجيش والشرطة، خاصة بعد حادث استشهاد 13 من رجال الشرطة بسيناء الأخير؟

أقول لأسر الشهداء طيبوا نفسا واصبروا، إن الله مع الصابرين وأعلموا أن أبناءكم ما ماتوا ولكنهم انتقلوا من دار فانية إلى دار باقية، وهم أحياء وسيكونون لأهلهم وذويهم شفعاء يوم القيامة، وصحيح أن فراق فلذة الكبد لها معزتها لدى النفس، ولكن الشهيد في أعلى عليين، ويكفي أن رجال الجيش والشرطة أحد عينين لا تمسهما النار كما ورد في الحديث النبوي "وعين باتت تحرس في سبيل الله"، ونتمنى لهم الرحمة والمغفرة.

نرى اليوم موجات استباحة رقاب البشر وسط دعوات التكفير على أيدي جماعات منها «داعش» و«أنصار بيت المقدس» بسيناء.. ما ردك على هؤلاء؟

هذا ليس من الإسلام في شيء، فالنفس البشرية خلقها الله وكرمها، وعندما نتدبر المغزى القرآني من تحريم قتل النفس إلا بالحق، نتأكد أن من بررت له نفسه إراقة دماء أخيه الإنسان واستباح وحلل عمليات الذبح والقتل فهو بذلك قد خرج من رداء الإيمان، وأصبح من الخالدين في النار.

كيف ترى استمرار دعوات العنف في الشوارع والميادين؟

هذا قتال لعصبية وقد نهى عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقد جاء في الحديث الشريف، "من قاتل تحت راية عمية يدعو إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقتلته جاهلية"، وهذا لا يكون قتالاً في سبيل الله ولا يكون المقتول وقتها شهيداً، والحق بين والباطل بين.

وماذا عن الدعوات الأخيرة لبعض الجماعات الإرهابية باستهداف المسيحيين ودور العبادة، كنوع من الجهاد؟

هذا تشويه للإسلام وخروج عن منهاج الله، وجاء في الحديث النبوي "من خرج على أمي يضرب بارها وفاجرها، لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه"، وهذا دليل على أن النبي الكريم يتبرأ من الذي يقتل البار والفاجر بزعم الجهاد، وهذا الحديث ينفي عن من نصبوا أنفسهم أولياء على الدين والمسلمين وبأنهم سيقيمون الشريعة ويعدلون المعوج، والفاجر فجوره على نفسه وسيحاسب عن نفسه لن يحاسب عنه أحد، والله يعلم غيب الأمور وعلانيتها، كما أن الحديث يؤمن أصحاب العهود وهم المسيحيين من اختلطت دمائنا ودمائهم في الحروب دفاعا عن الوطن ومن يساندوننا كتف بكتف في رحلة التنمية والنهوض بالدولة من كبوتها، ومن يحاول حرق الكنائس أو مسهم بسوء فهو في خصومة مع النبي الكريم.

وكيف ترى دعوات الوعيد من جانب جماعة الإخوان بتحويل الجامعات لساحات حرب مع بدء العام الجديد؟

الإسلام دين محبة وسلام ولم يكن دين بغض ووعيد وتوعد، ويجب على طلبة العلم ألا ينقادوا إلى مثل تلك الدعوات التخريبية وأن ينتبهوا لصالح بلدهم ومستقبلهم العلمي وألا ينساقوا وراء دعوات التخريب والتدمير المستفيد منها أعداء الدين والوطن، والإسلام نهي المسلم أن يخيف أخيه ولو بنظرة فما بالنا بالأسلحة اتلي تظهر والتي لا يمتلكها إلا الجيوش النظامية وقوات الأمن نراها في أيدي طلاب وشباب يحملون السلاح وتحويل الجامعات لساحات حروب لا يستفيد من ورائها إلا أعداء الدين والدولة.

هناك بعض الشيوخ من أطلقوا وأباحوا قتل رجال الجيش والشرطة ما ردك عليهم؟

من أطلقوا تلك الفتاوي المغشوشة يغش بها الدين ويحرف القرآن الكريم وحرف الكلم عن مواضعه والحديث الشريف، ومن أباح لإنسان أن يقتل أنسانا ظلما وعدوانا فهو شريك له في الجريمة والإثم وسيحاسبه الله حسابا عسيرا، ويأتي يوم القيامة وبين عينيه مكتوب "أيس من رحمة الله"، ومن يدعون إلى الفتنة وينشرونها بين الناس فعليهم من الوزر أوزار من تبعوهم دون أن ينقص من أوزارهم شيء.

هل تؤيد المصالحة مع الإخوان، وما رأيك في طرح محمد العمدة لمبادرة للتصالح؟

الصلح خير، ولكن مع من لم تتلوث أيديهم بالدماء، أما من قتلوا وحرقوا ونهبوا وسرقوا أفراح المصريين واستباحوا أرواح خيرة شباب الجيش والشرطة الذين هم أبنائنا جميعا فلا تصالح معهم، وفي مصر قضاء شامخ نثق في نزاهته وعدالته، لا نظير له في العالم ولا يسبقه قضاء في العالم، ويكفي أنه يحاكم رؤساء كحسني مبارك ومحمد مرسي وهم من كانوا ملئ السمع والبصر فأصبحوا أمام العدالة سواء.

أخيراً: ماذا عن دور الأزهر في محاربة التغرير بفكر الشباب وتسميم أفكارهم تحت دعوى حماية الدين؟

يجب أن تستمر وتتضاعف جهود الأزهر الشريف ودعاته في المدن والمحافظات الوقري والنجوع وكل مكان على أرض مصر لتبصير المغرر بهم والمساهمة في توضيح صحيح الدين إلى المصريين كي لا يكونوا عرضة لأصحاب الفكر الهدام والمنحرف الذي يتسبب في تشويه صورة الدين أمام العالم الغربي.