عملية تجميل لإسماعيل ياسين في «بقه»
إسماعيل ياسين، يعد حالة استثنائية في تاريخ الفن، فيكفي أنه قدم أكثر من 500 فيلم ما بين أدوار ثانية، وبطولة ثانية، وبطولات مطلقة، كما أنه الفنان الوحيد الذي كُتبت أسماء الأفلام باسمه، ومثلت أمامه جميع نجمات الفن.
ياسين حقق نجاحًا كبيرًا في بداية احترافه المونولوجست، وبدأت الأنظار تلتفت إليه واتجه إليه المخرجين والمؤلفين للاستعانة به في أفلامهم السينمائية، وبدأ ينتقل من فرقة إلى آخري، حتى التقطه علي الكسار وضمه لفرقته المسرحية، وقرر الاستعانة به في أفلامه.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] إسماعيل ياسين وعلي الكسار في فيلم "علي بابا والأربعين حرامي"[/caption]
وكانت البداية من خلال ترشيحه لأداء دور تابعه في فيلم «علي بابا والأربعين حرامي، فشعر إسماعيل ياسين بسعادة غامرة، لأنه سيعمل مع علي الكسار أحد نجوم عصره في تلك الفترة، ولكنه فوجئ برفض المخرج توجو مزراحي، قائلا له جملته الصادمة: «أنت ما تنفعشي في السينما علشان وشك كله بق»، فرد عليه إسماعيل ياسين: «تفتكر أعمل إيه إذا كان ربنا خلقني كده»، فأجابه مزراحي: «روح لجراح خليه يعملك عملية تضيق بيها بقك شوية، وبعدين تعالالي».
وقد أثارت هذه الجملة ياسين وقرر بالفعل تنفيذ كلام مزراحي، فذهب لجراح تجميل في شارع عماد الدين، وطلب منه تصغير بقه ثلاثة سنتميترات، فطلب الجراح 30 جنيها، ولم يكن إسماعيل ياسين يمتلك هذا المبلغ، فغادر العيادة حزينا، وشعر أن الدور ضاع منه، وعندما علم علي الكسار بما حدث، احتج على ذلك، وقال للمخرج: «أنا أريد أن يكون الصبي التابع لي في الفيلم صاحب فن واسع كهذا»، فاضطر مزراحي لأن يرضخ لرغبة علي الكسار، ووافق على تقديمه للدور.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] أفيش فيلم "علي بابا والأربعين حرامي"[/caption]
وقدم تشارلي شابلن العرب كما أُطلق عليه، الدور بخفة دم وتلقائية شديدة، وبدأ توجو مزراحي يقتنع به كممثل، فقدمه في أدوار صغيرة في بعض أفلامه منها «الطريق المستقيم»، «تحيا الستات»، و«نور الدين والبحارة الثلاثة»، بعدها بدأ المخرجون يستعينون به بشكل كبير في أعمالهم، وفي منتصف الأربعينات أصبح يقدم في العام الواحد حوالي عشرة أفلام، حتى حصل على البطولة المطلقة في فيلم الناصح عام 1949، وعلى الرغم من نجاحه كبطل أول، إلا أنه لم يرفض أن يقدم أدوارا ثانية.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] إسماعيل ياسين وعلي الكسار[/caption]