منيرة المهدية أول مصرية تقف على المسرح وتبعدها «الشيشة» عن الأضواء
كانت زكية حسن منصور الشهيرة بمنيرة المهدية، هي أول مصرية تخرج من الحرملك، وتمثل وتغني على المسرح، حيث كان المعتاد أن تقف الشاميات أو اليهوديات على المسرح، أما المصرية فلم يكن ممكنًا لها ذلك قبل أن تأتي «جريئة الجريئات» فتقوم بأعمال النساء والرجال.
وقد افتتحت المهدية مقهى للغناء وأطلقت عليه اسم «نزهة النفوس»، وكونت فرقة قوية أسمتها «الممثلة المصرية»، وظلت حتى نهاية العشرينيات هي السلطانة كما لقبوها بلا منازع.
وعند حدوث الأزمة المالية العالمية، سببت ركود أدى إلى هبوط سوق التمثيل والأغاني ولم تنتعش الحال إلا في منتصف الثلاثينيات، ووقتها ظهرت أم كلثوم، بنيولوك جديد للأغنية المصرية حيث سيطرت المدرسة التعبيرية علي الساحة الغنائية، بمعني أن اللحن يعبر عن الكلمات، وإن أمكن عن كلمة.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] منيرة المهدية تضع كل الأوسمة التي تم تقليدها بها[/caption]
وبالتالي لم يعد هناك مكان لمدرسة منيرة المهدية الطربية البحتة، إضافة إلي ذلك فإن تقدمها في العمر، وتدخين «الشيشة» جعلا صوتها أبعد ما يكون عن التميز في منطقة الطرب ذاتها، وبعد أن قدمت فيلمها الوحيد «الغندورة» قررت الاعتزال، وابتعدت عن الأضواء بشكل اختياري.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] منيرة المهدية بعد تقدمها في السن[/caption]
وفي عام 1948، قررت منيرة المهدية أن تعود إلي جمهورها، ونظمت بالفعل حفلة، غير أن صدأ السنين الذي تراكم علي هيلمان السلطانة لم يترك لها فرصة الاستمرار، فلم يكتب لمحاولتها النجاح.