زكي رستم يأخذ درس خصوصي عند «نصّاب»
صاحب شخصية صارمة وجادة، يحب الظهور بمظهر القوي أمام أسرته، إنه الفنان الراحل زكي رستم، الذي برع في تقليد دور الباشوات ولم يكن ذلك غريبًا عليه فإنه ينتمي في الأصل لهذه الطبقة، وبرع أيضًا في تقديم شخصية الإقطاعي، الموظف المطحون، ونصاب التلات ورقات، وفي الوقت نفسه الأب الحنون.
رستم كان يجيد التقليد بدرجة كبيرة، ويستطيع إضحاك من حوله رغم جمود ملامحه، عرف بتقمصه للأدوار والشخصيات التي يؤديها، حتى أن الفنانة فاتن حمامة قالت عنه: «إنها كانت تخاف من اندماجه عندما يستولي عليه الدور يندمج لدرجة أنه لما يزقني كنت ألقي نفسي طايرة في الهواء».
وعندما أسند إليه تجسيد دور النصاب بياع الثلاث ورقات على الرصيف، ذهب رستم إلى العتبة، وانتقى النموذج المثالي للشخصية وسأله عن مكسبه اليومي فظنه الرجل في أول الأمر من الشرطة، ولما تعرف عليه اعترف له بأن دخله جنية ونصف.
الفنان الراحل طلب من النصاب أن يذهب معه إلى العزبة مقابل خمسة جنيهات، حتى يستطيع فهم أسرار الصنعة ويشربها، وبالفعل سافر معه النصاب وجلس معه ثلاثة أيام يتعلم ويدرس الشخصية من الداخل والخارج، وبعدها قرر قبول العمل.