شفيقة القبطية.. راقصة غريبة الأطوال كانت تسقي خيولها شامبانيا
لعبت الصدفة دور كبير في دخول الفنانة المصرية شفيقة القبطية، مجال الرقص، وذلك بعد مشاركتها في أحد الأفراح القبطية العريقة التي كانت ترقص فيها الراقصة الأشهر في ذلك الوقت وهي شوق.
وبعد أن أدت شوق رقصتها، وخلال الاستراحة قامت بعض الفتيات بالرقص للمدعوات كما هو معتاد في الأفراح المصرية فظهرت فتاة سمراء جذبت الأنظار إليها ودخلت القلوب برقصتها، الأمر الذي دعا شوق لطلبها كي ترقص معه فما كان رد أسرتها غير أنها نهرتها كونهم أسرة محافظة.
شفيقة خلال مغادرتها المكان مع أسرتها تلقت غمزة بعينها من شوق فهم منها أننا سنلتقي، وبالفعل قامت شفيقة بالذهاب لبيت شوق، وتعلمت مبادئ الرقص الأولى بدون علم أهلها وكانت تخرج من البيت بحجة الذهاب للكنيسة للصلاة، وبعد أن أتمت الدروس هجرت بيتها واستقرت مع شوق، وعلمت أسرتها بمكانها بعد ستة أشهر وأرسلت إليها قسيس كي ينصحها بالعودة لأهلها، ولكنها رفضت الأمر الذي دعا أهلها للتبرؤ منها، فما كان منها إلا أن أرفقت أسمها بالقبطية تيمنًا بدينها.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] شفيقة القبطية[/caption]
وبعد ستة أشهر رحلت شوق وخلت الساحة لشفيقة التي أبدعت وذاع صيتها وحاولت تطوير المهنة فابتدعت «رقصة الفنيار» فكانت تميل بجسمها إلى الخلف وتحمل على بطنها منضدة صغيرة تضع عليها أربع أكواب مملوءة بالشربات، وتضع على جبينها فنيارًا «شمعدان» مضاء بالشموع، ثم ترقص وفي يدها الصاجات على هذه الحال، فلا تسقط الأكواب، ولا ينزلق الشمعدان لقدرتها العجيبة على حفظ توازنها.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] صورة أرشيفية[/caption]
وسرت شهرة هذه الراقصة، فسعى إلى شفيقة أصحاب الملاهي الكبرى يغرونها بالأجور لترقص في ملاهيهم، حتى استطاع ملهى «الإلدورادو» أن يظفر بالتعاقد مع شفيقة، وبذلك بدأت حياة جديدة، وبدأت الثروة تتدفق عليها.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] صورة أرشيفية[/caption]
وانهال عليها محبيه من كل الأماكن يغدقونها بالهدايا والأموال ومنهم ثري كبير كان دخله لا يقل عن 300 جنيه ذهبي في اليوم، بلغ إعجابه بشفيقة إلى حد أنه كان يأمر بفتح زجاجات الشمبانيا للخيل التي تجر عربة الست شفيقة القبطية.