محمد العرابي لـGololy: ما يتردد عن «سد النهضة» أكذوبة.. والمراجعات أخرجت شخصيات عظيمة
حول تطورات الأزمة السورية على الأرض في ظل استفحال خطر داعش، ورأيه في الثورات العربية بعد مرور 3 سنوات، وموقفه من أهمية المراجعات الفكرية كبديل للمصالحة مع الإخوان، ومصير الجماعات التكفيرية والإخوان، ومستقبل العلاقات المصرية الأفريقية قضية وسد النهضة، التقي Gololy السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، ودار الحوار التالي:
بداية: كيف ترى الثورات العربية، هل كانت وليدة الصدفة أم إرادة شعبية أم أيادي خارجية؟
هذه الثورات لم تكن وليدة الصدفة ولا نتيجة تدخل الأيادي الخارجية كما تروج بعض الأجندات أو الأجهزة الإعلامية وإنما هي إرادة شعوب ثارت على أوضاع سيئة بها وحدث التغيير، فالشعوب العربية عانت لعقود طويلة من التهميش وعدم تحقق معدلات النمو المنشودة والتي تتلاءم مع التطورات العالمية ومعدلات النمو المحيطة، ولكن قد يكون حدث لقاء بين مخططات الشرق الأوسط الجديد التي تعتمدها أهداف خارجية وأمريكية وبين الرغبات الداخلية للشعوب للتغيير.
كيف ترى الأزمة السورية وتطوراتها على الأرض الآن في ظل خطر داعش؟
الأزمة السورية نشأت منذ أن تأزمت الأمور في الداخل السوري مما سمح لأطراف عديدة لها مصالح متباينة باللعب بالمقدرات السورية، وبالتالي خرجت العديد من التنظيمات المتطرفة وغير المتطرفة، فداعش تقوم بدور القاعدة في المنطقة العربية ولكنها على ثوب متطرف بشكل مبالغ فيه، والأزمة السورية لن تحل إلا برغبة حقيقية من كل الأطراف المتقاتلة والرئيس بشار الأسد وتقديم تنازلات من الجميع للحفاظ على شتات الأرض السورية والمواطن، وكان هناك قصد من الأطراف الدولية الفاعلة وأولها أمريكا لإطالة عمر النظام السوري رغم الاختلاف معه وسياساته من تلك الأطراف للإجابة على مرحلة ماذا بعد بشار الأسد للحفاظ على أمن إسرائيل ومنع امتداد خطر داعش والمتطرفين والجهاديين إليها.
بعد التقارب المصري الروسي.. هل الروس أبطال من ورق أم قادرون على إحداث الفارق والتوازن؟
نحن مفعول بنا كأطراف إقليمية في الكثير من الأمور والقرارات، فالروس قد يحسب لهم مائة حساب وليس ألف، والعلاقات الدولية لا تعرف إلا المصلحة ولا أحد يبكي على الآخر، والمصالح الروسية المصرية تتقارب والآن أيضا المصالح الأمريكية تتقارب والدليل صفقة الأباتشي الأخيرة التي أفرجت عنها أمريكا، وبالتالي لا عداء ولا وفاق دائم في السياسة، فقط العلاقات الدولية تدوم بدوام المصالح.
هل تؤمن بأهمية المراجعات الفكرية التي أجرتها قيادات جهادية وإخوانية أم تراها عيون للجهاديين تعيش بيننا؟
هذه أقاويل بعيدة عن الصواب والمراجعات الفكرية خرجت إلينا بشخصيات عظيمة أمثال الدكتور ناجح إبراهيم وكمال الهلباوي ومختار نوح وغيرهم كثيرين، وأنا مقتنع بالمراجعات الفكرية، حتى أن الدكتور ناجح أقنعني بأشياء لم أكن مقتنع بها فيما سبق.
وهل ترى أن المراجعات الفكرية قد يكون طرحا مرضيا لأعضاء الجماعة بعيدا عن فكرة المصالحة؟
فكرة المصالحة سيرفضها الكثيرون بسبب تورط الكثير من أعضاء الجماعة في أعمال عنف وإراقة دماء، والآن لا أعتقد أن أعضاء الجماعة سيقبلون بالمراجعات لأنهم لم يعودوا الجماعة التي كان كل همها التهرب بأنشطتها من عيون مباحث أمن الدولة فيما سبق، والآن يحاولون بشتى الطرق الواهية والدموية العودة إلى المشهد السياسي رغم الإرادة المصرية الرافضة لوجودهم، وبالتالي المراجعات الفكرية مستبعدة كطرح بديل للمصالحة.
كيف ترى العلاقات المصرية الأفريقية ومستقبل قضية سد النهضة؟
العلاقات المصرية بدأت تتحسن بشكل كبيرة وبصورة سريعة بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، والزيارات نحو العمق الإفريقي تتزايد وتجني ثمارها المرجوة، كما أن الخارجية المصرية ووزارة الري تبذل جهودا قائمة على المصالح المتبادلة ومبدأ "اللا ضرر واللا ضرار"، وبالتالي فمسألة إقامة سد النهضة الأثيوبي لن يضر بالمصالح المصرية أو نسب دول المصب لنهر النيل ولن يؤثر على حصصنا كما تروج وسائل الإعلام التابعة للتنظيم الدولي للإخوان.
أخيراً كيف ترى مصير جماعة الإخوان في ظل استمرار دعواتها للحشد؟
ممارستي للسياسة علمتني رفض مبدأ التهوين أو التهويل من قدرة الآخرين، ولكن الحقيقة الواقعية أن الإخوان فقدوا قدرتهم على الحشد والتجييش لشرعيتهم المزعومة، وباتوا يركزون على العنف وتبني إراقة الدماء واستخدام سياسة الترهيب وهو ما يؤثر على مستقبل أي طرح للمصالحة أو التوافق مع أي فصيل تبني العداء للدولة المصرية وإرادة الشعب.