حكاية طريفة لمديحة يسري مع قارئ الفنجان
أدوار الفنانين تحكم عليهم أحيانا السفر إلى أماكن متعددة حسب ما يتطلبه ظروف التصوير والعمل، والعديد من المواقف تواجههم بسبب تنقلاتهم وسفرهم ولعل من أهم هذه المواقف ما ذكرته الفنانة الكبيرة مديحة يسري، خلال تصويرها فيلم «أرض الأحلام»، حيث استقلت مع فريق العمل القطار إلى أسوان، لتصوير بعض المشاهد.
يسري أضافت: «كان من بين العاملين في الفيلم شاب أعرب عن قدرته على قراءة الفنجان ومعرفة الغيب نظرًا إلى طول الطريق وافقنا على قتل الملل بقراءة الفنجان، غير أننا بعدما وصلنا إلى إحدى قرى الصعيد فوجئنا بالشاب نفسه يقرأ الفنجان لأحد أباء القرية، وبسلاسة سأله عن اسم والده، وبسلاسة أكثر سأله عن اسم والدته، وفي لحظة ثار الشاب الصعيدي وتبدلت ملامحه ولهجته الودودة الكريمة وانقلبت إلى آخري يغلب عليها التهديد والوعيد، ثم انسحب غاضبًا وتركنا نضرب أخماس في أسداس، لا نفهم ماذا حدث أو سبب المشكلة».
وتابعت: «ما هي إلا لحظات حتى فوجئنا بالشاب الغاضب نفسه يعود برفقته العشرات من رجال القرية الأشداء حاملين العصى، ما أصاب فريق العمل بحالة من الرعب والفزع، وعبُا حاولت تهدئة الجميع، وظللت أتحدث مع كبيرهم، لكنه تجاهل الرد علىّ وبعد فترة وبكلمات مقتضبة للغاية قال لي: فين راجلك إحنا ما بنتكلم مع الحريم؟، ومن ثم عرفنا أن سبب تلك الثورة التي كادت أن تتحول إلى مأساة بسبب عدم معرفتنا لعادات وتقاليد أهل أسوان، فرغم كرم أخلاقهم وطيبتهم إلا أن البوح باسم الأم أو الزوجة والنساء، عمومًا، أمر غير مستحب، ولا يتوافق وعاداتهم وتقاليدهم، وبصعوبة تفهموا ما حدث وقبلوا اعتذارنا بل دعونا إلى تناول الطعام معهم، وتأكيدًا للعفو والسماح ذبحوا الذبائح، حينها همس لي قارئ الفنجان أنه كاد يلقى مصير «الذبيحة» التي ذبحت إكرامًا لنا، وكل ذلك بسبب جهله العادات والتقاليد في الصعيد.