جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

تحية كاريوكا للملك فاروق: مكانك مش في الكازينو

الجمعة 31 أكتوبر 2014 | 01:19 مساءً
القاهرة - Gololy
2481
 تحية كاريوكا للملك فاروق: مكانك مش في الكازينو

عرف الراقصة المصرية تحية كاريوكا، بجرأتها والتي عرضتها لمشاكل سياسية كثيرة وصلت في بعضها إلى السجن، في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

ومن أهم هذه المواقف عندما وجدت الملك فاروق، جالسا في كازينو «الأبراج»، فقالت له بطريقتها الساخرة: «إن مكانك ليس هنا بل يجب أن يكون في قصر الملك»، وتوقع الكثيرون أن يغضب الملك منها، لكنه انصرف على الفور وسط استغراب المحيطين به.

ومن بعد هذا الموقف لمست كاريوكا حذرًا من الملاهي الليلة في التعاقد معها منذ أن أحرجت الملك وجعلته يخرج مطأطأ الرأس من أحد ملاهي الدرجة الثانية، وكأن ثمة اتفاقًا غير معلن، بالحذر وليس المنع النهائي في التعامل معها خشية أن تجلب عليهم المشاكل.

الراقصة المصرية أرادت أن تتأكد من تلك الشكوك، ففكرت أن تفاتح سليمان نجيب بما له من صداقات من باشاوات ووزراء مقربين من القصر، ربما استطاع أحد أن يؤكد أو ينفي له ما تفكر فيه، لكن الأقدار كانت أسرع منها.

ففي عصر يوم15 نوفمبر1943، راح الملك فاروق يقود السيارة التي أهداها له الزعيم النازي أدولف هتلر، بسرعة كبيرة بجوار ترعة الإسماعيلية عائدًا من رحلة صيد، ففوجئ «بمقطورة» عسكرية إنكليزية قادمة من بنغازي تنحرف يسارًا فجأة وتسد الطريق أمامه كي تدخل أحد معسكرات الإنكليز، فانحرف لتفادي السقوط في ترعة الإسماعيلية، واصطدمت مقدمة المقطورة بسيارته التي طارت عجلتاها الأماميتان، وتحطم الباب الأمامي ووقع في وسط الطريق.

كاد الحادث أن يودي بحياة الملك فاروق، ونُقل فورًا إلى داخل المعسكر لإسعافه، ثم حضرت سيارة ملكية حملته إلى المستشفى العسكري القريب في منطقة «القصاصين»، وتفقدت طبيبة إنكليزية الصدر والبطن وأشارت إلى موضع الألم في عظمة الحوض أسفل البطن، في الوقت الذي أحاط فيه جنود مصريون بالمستشفى بعد الحادث من تلقاء أنفسهم، وتم إبلاغ القصر الملكي ليحضر الجراح علي باشا إبراهيم بالطائرة من القاهرة لإجراء الجراحة.

انتشر الخبر في أرجاء مصر، فزحف جمع غفير من الجماهير وأحاطوا بمستشفى القصاصين طوال إقامته فيه بعد الجراحة، ليس حبًا في الملك بل دفاعاً عن مصر وكرهًا في الإنكليز، إذ سرت شائعات بأن الحادث مدبر للتخلص من ملك مصر بسبب تفاقم الخلاف الحاد بينه وبين السفير البريطاني مايلز لامبسون بعد حادث 4 فبراير 1942.

شعرت تحية بأن القدر أرسل لها هذا الحدث ليزيل أي خلاف بينها وبين الملك، إذ زارته ضمن مجموعة من السينمائيين والفنانين، ووفد من نقابة التمثيل والسينما للاطمئنان عليه، ولم تمر أيام على زيارتها للملك حتى فوجئت بالمطرب محمد الكحلاوي يزورها في الفندق الذي ترقص فيه، ويعرض عليها مشاركتها في عمل فني، ووافقت ونجح وانهالت عليها العروض بعد ذلك.