رومانسية الملك فاروق مع ناريمان في شهر العسل.. صور نادرة

قصص كثيرة و روايات نسجت عن ظروف ارتباط الملك فاروق ملك مصر السابق، بالفتاة الارستقراطية الجميلة ناريمان، لم تتفق الروايات جميعها على التفاصيل حيث حفلت كل قصة بسيناريو مختلف و لكن معظمها اتفق على أن اللقاء الأول بينهما كان في محل أحمد باشا نجيب الجواهرجي في شارع الملكة فريدة المعروف الآن باسم شارع عبد الخالق ثروت.

من الروايات التي ذكرت عن تعارفهما كما يرويها يوسف نجيب الجواهرجي ابن شقيق أحمد باشا نجيب تقول: إن الملك قام بزيارة إلى محل المجوهرات الذي يملكه أحمد باشا نجيب الجواهرجي، و عندما كان يحضر الملك كان الجواهرجي يغلق الباب ويمنع دخول الزبائن احترامًا لمكانة الملك لان الصلة بينهما كانت قوية وكان فاروق يذهب إلى المحل دون حراسه و يقود سيارته الصغيرة بنفسه و كان يحرس المحل حارسان وفى مدخله السكرتير الخاص للجواهرجي، وعندما دخل الملك ترك الحارسان موقعهما حيث ذهب أحدهما لإحضار عصير الليمون من جروبي والآخر لإحضار بعض القطع الذهبية التي كانت تصنع خصيصًا للملك من الورشة التابعة للمحل وفى نفس الوقت ترك السكرتير مكتبه لإحضار أكياس من الجنيهات الذهبية التي كان قد طلبها الملك.

وفى هذه اللحظات لعبت المصادفة دورها حيث حضرت الفتاة ناريمان بصحبة خطيبها و دخلت من باب المحل دون أن يعترض طريقها أحد وعندما شعر الجواهرجي بصوت أقدامهما طلب منهما في لهجة صارمة التوقف عن السير للأمام وبسرعة شديدة انتقل الملك إلى حجرة الخزائــن الملحقــة بالمحل وسمح أحمد باشا للشاب والفتاه بالدخول فقالا له إنهما يريدان شراء حجر من الماس شبكة الخطبة وجلست ناريمان على كرسي في مواجهة حجرة الخزائن التي كان يفصلها عن المحل ستارة فشاهدها الملك و أعجب بها وأشار إلى الجواهرجي و طلب منه أن يعرفهما به لأنه يرغب في بيع حجر سولتير و يعتقد أنه سيعجبهما و لهذا أخذ الجواهرجي أرقام تليفونات ناريمان و بعد ذلك اتصل مندوب من القصر الملكي بعائلتها وردت عليه السيدة أصيلة والدتها وأعطته رقم التليفون الخاص بعمل والدها.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] والد الملكة ناريمان[/caption]

كانت الخطوة الثانية بعد أن أبدى الملك موافقته على ناريمان أن يقوم والدها بفسخ خطبتها و أصيب الأب بالقلق و الفزع خوفا من أن يكون طلب الملك نزوة من نزواته و لم يجد الأب أمامه سوى أن يصارح خطيب ابنته بذلك حيث استقبل الأمر بوعي كامل و تم فسخ الخطبة ليغرق الأب في مخاوفه مما جعله يستشير صديقه دسوقي أباظة باشا الذي ابلغه أنه متخوف و أن فاروق مش بتاع جواز، و نصحه بأن يأخذ ابنته و يهرب بها خارج مصر و ساءت حالة الأب وانقطع عن العمل فقد كان يشعر أن الألم سيلازم ابنته بعد ذلك وهو يربط بين مصيرها ومصير الملكة التي سبقتها فريدة والتي عرف أنها كانت تعانى داخل القصر وأن المعاناة أسفرت عن طلاق وفشل وهو يفضل أن ترتبط ناريمان بالشاب زكى هاشم على الارتباط بالملك، كان والد ناريمان يتابـع مأساة الملكة فريدة وما عانته من حياة القصور والنهاية الفاشلة للزواج و حتى لا تتزوج ابنته من الملك فكر جليا في الهرب بها واعد خطة لذلك و لكن المخلصين حذروه فتراجع عن فكرته، وزادت عليه الضغوط ثم توفى فجأة بالسكتة القلبية و حضر الملك العزاء و كان معه كبار رجال الدولة.

وقد استطاع الملك أن يقرب ناريمان منه عن طريق الخطابات الغرامية والمكالمات الهاتفية لها، وقد كشفت في حوار قديم لها أنها كانت تحتفظ بصور للملك حتى قبل أن تتعرف عليه وأنها كانت معجبة به خاصة في الصور التي يظهر فيها وهو يرتدي البدلة العسكرية، وقد قام الملك بإرسالها مع عمها باسم مستعار إلى أوربا حتى تتعلم قواعد البروتوكول، وعلى الحياة الجديدة التي تنتظرها كملكة مصر، وذلك بعد زيارته لهم في بيتها وطلب منها إعداد كوب قهوة خاص له، وكان من المفترض أن تستمر في رحلتها هذه قرابة العام ولكنه استدعاها بعد مضي 6 أشهر فقط.

وبعد زواجهما ظهرا معًا في صورة نادرة تؤرخ لحظات الرومانسية في شهر العسل بين الملك فاروق و الملكة ناريمان على أحد الشواطئ، يظهر الملك فيها بالمايوه مستلقيًا على ظهره، بينما تظهر الملكة ناريمان بجواره مرتديه المايوه، وذلك قبل قيام ثورة 23 يوليو وتحديدًا في شهر مايو سنة 1951.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] الملك فاروق والملكة ناريمان في شهر العسل[/caption]

ولكن لم يتسن للملكة ناريمان أن تجلس على عرش مصر أكثر من 14 شهرا، بعد أن قامت ثورة 23 يوليو في عام 1952م، وتنازل الملك فاروق عن العرش، ورحل وبرفقته الملكة ناريمان على الباخرة المحروسة إلى إيطاليا.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] صورة لموكب زفاف الملك فاروق وناريمان[/caption]

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] صورة للأسرة المالكة وقت عقد قران الملك فاروق على ناريمان[/caption]