جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

مقلب سليمان نجيب طير النوم من عين أنيس منصور

الجمعة 07 نوفمبر 2014 | 06:10 مساءً
القاهرة - Gololy
1213
مقلب سليمان نجيب طير النوم من عين أنيس منصور

ذكر الكاتب الصحفي الراحل أنيس منصور، في مقال قديم له موقف جمع بينه وبين الفنان الراحل سليمان نجيب، وكان وقتها مديرًا للأوبرا المصرية، وكان الشاعر عبدالرحمن صدقي وكيلًا، وكان كاتب القصة صلاح ذهني سكرتيرًا، وكنا نسرف في طلب تذاكر الحضور مجانًا لنا ولأصدقائنا وصديقاتنا، وكان سليمان نجيب يضيق بنا و«يشخط ويزعق»، وفي النهاية يعطينا ما نريده.. هو تعود على الزعيق، ونحن تعودنا على الحصول على ما نريد.

وفي يوم تظاهر بأنه لم يعد يحتمل طلباتنا الكثيرة، ولكنه وافق فقد كانت الحفلة التي أريدها سيحضرها الملك فاروق، وما دام الملك سوف يحضر فهناك طقوس كثيرة وقيود شديدة، والحاضرون هم قمة المجتمع المصري من رجال المال والسياسة والنبلاء والنبيلات، إنه الملك.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] أنيس منصور[/caption]

وقد اشترط نجيب على منصور أن يرتدي الردنجوت، وكان وقتها لا يملك بدلة من هذا النوع، ولكن سليمان نجيب قد اتفق مع مدير المسرح أن يدبر بدلة من المخازن، وهي البدل التي يرتديها الممثلون والعازفون في المناسبات الكبرى، واشترط أن يذهب إليه قبل العرض بدقائق، لأنه من الواجب أن يدخل قبل مجيء الملك فبعد مجيء الملك لا أحد يدخل ولا أحد يخرج.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] سليمان نجيب فى أحد أدواره مع تحية كاريوكا[/caption]

منصور قال: «خلعت ملابسي وارتديت البدلة الغريبة العجيبة، وبعد لحظات انطفأت الأنوار ودخل الملك، واستدار قائد الأوركسترا إلى حيث يجلس الملك، وانحنى والفرقة الموسيقية ثم الصمت التام، وفجأة شعرت بثورة واقتحام بالإبر ولسع النار في جسمي، فالبدلة مليئة بالحشرات، وأنا أتلوى والناس إلى جواري وورائي يتململون ولا أستطيع أن أقف ولا أن أخرج ولسوء حظي كان الفصل الأول من أوبرا «القدر» للموسيقار فردي طويلاً، ولا أعرف كيف احتملت الألم، وانتهى الفصل الأول وذهبت إلى مكتب مدير المسرح، فقيل إنه عاد إلى بيته، وبدلتي قد أغلق عليها المخزن، كل ذلك بالاتفاق مع سليمان نجيب».

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] سليمان نجيب مع الريحاني[/caption]

وأضاف: «ذهبت إلى فندق أمام دار الأوبرا، وبالصدفة وجدت أحد زملائي في الدراسة، طلبت منه أية بدلة عنده، فقال لا توجد إلا قفاطين السفرجية، وعدت إلى البيت، ولم تكد أمي تراني بالقفطان حتى صرخت، ظنا منها أنني قد فصلت من عملي في الصحافة وعملت سفرجيًا، وقد تمنت أمي أن أصبح وزيرًا مثل قريبها إبراهيم باشا عبد الهادي، الذي كان رئيسًا للوزراء وأقنعتها بأنني أقوم بدور سفرجي في إحدى المسرحيات، والقفطان قديم ولذلك عدت بسرعة لكي استحم، ونامت أمي ولم أنم».

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] أنيس منصور[/caption]