وجبة دجاج تفض الاشتباك بين عزيزة أمير والمخرج وداد عرفي
عندما بدأت صناعة فن السينما في مصر، لم يخطر ببال أحد من المنتجين السينمائيين أن يدفع مليمًا واحدًا للممثلين، فقد كان يكفي هذا الممثل أن سيظهر على الشاشة البيضاء، ويصبح زميلا لكل من كلارك غايبل، وتوم ماكس، أبطال الشاشة العالمية في تلك الأيام.
ولكن مع ظهور شركة «كوداك»، بدأت تظهر الأجور الرمزية للفنانين والفنيين، والتي كانت سببًا في خسارة كبيرة لها خاصة بعد فيلمي «رابحة»، و«الجولة الأخيرة»، والتي أدت إلى إغلاقها.
بعد ذلك بدأت الفوارق تظهر بين أجور الفنانين، فكل فنان يختلف عن الآخر حسب درجته الفنية، ولكن الغريب في الأمر الشروط التي وضعها المخرج التركي وداد عرفي على الفنانة الراحلة عزيزة أمير، مؤسسة صناعة فن السينما في مصر عندما شرعت في إنتاج فيلم «ليلى»، وهو أول فيلم روائي طويل عرفته الشاشة المصرية عام 1927.
وقد قررت عزيزة أمير أن تسند مهمة الإخراج للتركي وداد عرفي مقابل أجر قدره مائتا جنيه، فإنه اشترط أثناء كتابة عقد الاتفاق على أن يضاف بند خاص بمصاريفه اليومية، وتضاف هذه المصاريف إلى ميزانية الفيلم، وتدفعها عزيزة أمير، وكانت تفصيلات هذا البند الأخير هكذا.
«يتعهد الطرف الأول - عزيزة أمير - بأن يقدم للطرف الثاني ثلاث وجبات من الطعام يوميا، والوجبة الأولى هي الفطور المكون من عشر بيضات مسلوقة وقطعة جبن بيضاء وثلاثة أرغفة من العيش الفينو، ومربى وشاي باللبن، وفي وجبة الغداء دجاجة كبيرة وطبق خضار وطبق أرز وحلوى أو فاكهة، وفي وجبة العشاء لحم مشوي وطبق أرز».