حلم محمد فوزي الذي حققه تلميذه بليغ حمدي

الفنان محمد فوزي، هو أول من قدم بليغ حمدي، إلى كوكب الشرق أم كلثوم، فكان سماع فوزي مقطعًا من أغنية «حب إيه» كفيلًا أن يدفعه لاصطحاب الملحن الشاب إليها لتستمع إليه، مفضلًا لحن تليمذه على بلوغ أمنيته الأولى والأخيرة في تنفيذ لحن لأم كلثوم.

[caption id="" align="aligncenter" width="600"] محمد فوزي وأم كلثوم وبليغ حمدي[/caption]

وتم اللقاء الأول بين بليغ وكوكب الشرق في حفلة بمنزل الدكتور زكى سويدان، أحد الأطباء المعالجين لأم كلثوم، وهناك اعتذر فوزي لأم كلثوم عن تلحين الأغنية مقدمًا لها بليغ، قائلاً: «عندي ليكى حتة ملحن يجنن مصر حتغنى ألحانه أكتر من 60 سنه قدام»، وبالفعل تغنت أم كلثوم بأغنية «حب إيه» في ديسمبر 1960 للملحن الشاب تلميذ فوزي وحققت نجاحا ساحقاً، وتضيع فرصة تلحين فوزي لأم كلثوم للمرة الأولى بإرادته التامة.

عاد فوزي وأم كلثوم واتفقا على أن يلحن لها أغنية «أنساك»، وبالفعل أعطت له كلمات الأغنية في انتظار تلحينها، ولكن يتدخل القدر في صف بليغ حمدي، ويزيح فوزي من طريق أم كلثوم للأبد، ففي زيارة بليغ لأستاذه ومعلمه محمد فوزي، قام الأخير لمقابله أحد الضيوف، وترك بليغ يقرأ كلمات أغنية «أنساك» التي أعجبت بليغ تمامًا، وأخذ العود وبدأ يدندن، ولما عاد فوزي كان بليغ انتهى من تلحين الأغنية، واعتذر بليغ لفوزي عن تلحينه للأغنية، لم يغضب الموسيقار الكبير من تلميذه ولم يوبخه وإنما اتصل بصدر رحب بكوكب الشرق قائلاً لها: «بليغ قام بتلحين الأغنية أفضل منى»، وتنازل لبليغ عن اللحن، وبذلك رحل فوزي دون تحقيق أمنيته في التلحين لسيدة الغناء العربي.