إبراهيم وبدر لاما صنعا أول فيلمًا مصريًا.. انتحر الأول وتوقف قلب الثاني
إبراهيم لاما وصل إلى الإسكندرية هو وأخوه بدر لاما، وهما من أصل فلسطيني حيث هاجرت عائلتهما إلى شيلي في أمريكا الجنوبية وكانا في طريقهما إلى فلسطين ومعهما معدات وأجهزة سينمائية كانت الأولى من نوعها في العالم العربي متوجهين إلى مدينة حيفا ولكنهما قررا الإقامة في الإسكندرية بسبب مرض إبراهيم في الطريق والعمل على إنتاج أفلام سينمائية مصرية.
وأسسا شركة «كوندور فيلم» التي كان نشاطها في الإسكندرية عام 1926 وقام مع أخوه بدر لاما بإخراج أول فيلم عربي بعنوان «قبلة في الصحراء» عام 1927، وقد أنتجت شركتهما ما يقارب الـ 62 فيلمًا في الفترة ما بين 1926 و1951.
تأثر الأخوان لاما بأفلام هوليوود، ووصل التأثر إلى حد الاقتباس الحرفي دون إبداع في فترتي العشريبنات والثلاثينات، وتشبه بدر لاما في تمثيله بنجوم من أمثال فالنتينو ونوفارو سواء في الملابس أو الحركة.
المثير أن بدر لاما لم يكن يجيد اللغة العربية، وكانت سيناريوهات أفلامه تكتب بالفرنسية التي كان يتعامل بها في أفلامه الصامتة، وعندما نطقت السينما كان على بدر لاما أن يتوارى خلف الحركة وأفلام المغامرات ليقلل من تأثير العربي المكسر الذي كان قد بدأ يتعلمه، وكانت فضيحة لشركة «كوندور»، وللمخرج إبراهيم لاما بعد أن إخراج الفيلم الناطق قيس وليلى عام 1939 ، وإسناد دور الشاعر العاشق قيس إبن الملوح لـ بدر لاما بنطق عربى مكسر .
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] بدر لاما[/caption]
وفى عام 1947 توفى بدر لاما عن عمر 40 عاما بذبحة صدرية، وأما إبراهيم لاما فكانت نهايته عام 1953 بطريقة مأساوية.. قتل وانتحار .
يوم الأربعاء 13 مايو 1953 ذهبت زوجته إيزابيل جورج كوغا إلى القنصل الأمريكي وحكت مأساتها مع المخرج الكبير وأكدت في لقائها معه على أنها سبق لها الزواج من الطيار الأمريكي روبرت فوتين وعندما عادت إلى مصر لزيارة أهلها طلقت منه وتزوجت المخرج إبراهيم لاما الذي يحمل جواز سفر أمريكيا من جمهورية شيلى، وأن الحياة مع المخرج أصبحت عسيرة بسبب عصبيته الدائمة وغيرته التي ليس لها حدود، كما حكت له كيف أن زوجها المخرج يغار عليها من خالها وأنه منعها من زيارة أهلها، ومنع أهلها من زيارتها إلا في وجوده، وأن المخرج سبق له التعدي بالضرب على محصل الكهرباء لمجرد أن المحصل طالبه بفاتورة استهلاك ، وفى النهاية طلبت الزوجة من القنصل أن يحميها من بطش المخرج لإنها تسعى للطلاق.
وفى يوم الخميس 14 مايو 1953 صدرت الصحف بنبأ مقتل الزوجة إيزابيل برصاصتين، وانتحار الزوج القاتل بالرصاصة الثالثة، وفى مفكرة الزوج وجدوا عدة سطور تحت عنوان «امرأة ذهبت إلى النهاية» كتب فيها: «إنها امرأة عاشت في خيالي، وكان لها على نفسي سلطان.. كنت أعبدها.. ولكن عبادتي لها انقلبت إلى كفر.. وسأمضى إليها كافرا، فأذيقها كأس العذاب .. الذي طالما أذاقته لي .. الخميس 14 مايو .. يوم حرب أو سلام ؟».