نصائح ماري كويني لابنها نادر جلال
الفنانة الراحلة ماري كويني صاحبة الوجه الجميل، هي لبنانية الأصل جاءت إلى مصر مع والدتها وشقيقتها عام ١٩٢٣، بعد وفاة والدها، وأقامت مع خالتها المنتجة السينمائية آسيا داغر.
وتزوجت من المخرج أحمد جلال، وأنجبت ابنها الوحيد نادر، الذي أصبح مخرجا سينمائيا متميزا، وفي مقال نادر لها قدمت العديد من النصائح لنجلها الوحيد، نُشر في مجلة «الاثنين والدنيا»، بتاريخ 11 يناير 1954.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] ماري كويني وأحمد جلال[/caption]
مارى كوينى نصحت ابنها بالإيمان، لأن الإيمان نور يتسلل إلى القلب فيضيء جنبات النفس وطريق الحياة، وأن الصدق من أهم ما يميز الإنسان، فالكاذب إنسان لا يعيش في دنيا كرام النفوس، وربما يغضب الصدق بعض الناس، أما الكذب فهو يغضب كل الناس.
كما نصحته بعدم التردد والاندفاع، لأن الدنيا كئيبة من غير مغامرة، وبغيضة من غير الشجاعة، ومن أكثر الصفات التي نصحته بها، العدل وحب الخير، والصدق، والمشورة، حيث كان زوجها الفنان والمخرج أحمد جلال، يتحلى بهذه الصفات، فعاش محبوبا ومات له ذكرى عطرة، وكتبت أن العدل من صفات الله، فعليه أن يلتزمه، وأن الخير ثوابه الجنة فليسع له، وطلبت مارى من نادر أن يخلص في عمله ويحب أصدقاءه وأعداءه، وأن يسمع أكثر مما يتكلم.
ورغم النصائح فهناك أشياء حذرت نجلها منها وأولها «القرش الحرام»، فإنه يأخذ الحلال ويذهب به، وحذرته أيضا من أن يأكل عرق الفقير أو يهضم حق المظلوم، كما حذرته من أن يثور لأتفه الأسباب، وتنصحه بأن يضع أعصابه في ثلاجة، ولا يتهاون فيما يمس كرامته.
وتحب مارى أن يكون ابنها معتمدًا على نفسه، لأنها فعلت ذلك ووقفت على قدمها مرفوعة الرأس، أما آخر ما حذرته منه والدته فهو اليأس، قائلة: «إن اليأس يقضى على الإنسان ويحطمه ويهدم طموحه، وطلبت منه أن يعتمد على الله ليكون مواطنا صالحا ينفع بلده ويقر عين أمه».