قصة غناء أم كلثوم أنشودة «بغداد يا قلعة الأسود» وتدخل عبدالناصر فيها.. فيديو
أنشودة «بغداد يا قلعة الأسود»، التي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم، لتهنئة الشعب العراقي بثورة «تموز» كان لها قصة طريفة قبل خروجها وإذاعتها، وقد رواها الإعلامي الراحل وجدي الحكيم في إحدى حواراته التلفزيونية، مع الفنانة صفاء أبو السعود.
الحكيم قال: «إنه بعد ثورة 1958 في العراق كبادرة تحية ومجاملة لثورة تموز وشعب العراق ارتأت قيادة مصر أن تقدم أم كلثوم تحية لشعب العراق، وقامت الإذاعة المصرية بالاتصال بأم كلثوم حتى تقدم هذه التحية ولكنها أصرت أن صوتها لن يطلع سوى في أغنية، ولكن مع إصرارنا عليها قالت سوف آتى إلى الإذاعة وأرى هذا الكلام».
الحكيم أضاف: «جاءت أم كلثوم وأعطيناها الأوراق التي ستقرأ منها التحية والتي تبدأ بقول يا شعب العراق يا شعب العريق»، فقالت لهم وكيف أقرأ هذه الكلمة فقاموا بإحضار بعض المذيعين لها وقرءوا لها الكلمة فقالت لهم: «أقولوه أنت بقى»، فقالوا لها وما هو الحل؟ فقالت: «خذوا هذه الأوراق وأذهبوا بها إلى محمود حسن إسماعيل يكتب قصيدة وأنا أغنيها».
المشكلة التي قابلتهم بعد ذلك كيف سيقابلون محمود حسن إسماعيل، وهو مانع زيارته في بيته، فالعلاقة معه كانت تنتهي خار ج المكتب، وفي مهمة مثل هذه ذهب إليه الحكيم فأهانه وقال له أم كلثوم هي من أرسلتني إليك، وكتب كلمات القصيدة، وأم كلثوم قالت بعد ذلك: «هذه الأنشودة لن يلحنها سوى رياض السنباطي ولا تخبره بأني من سيقوم بغنائها»، وكانت وقتها على خلاف معه، وبالفعل ذهب الحكيم إلى السنباطي وبعدما وضع اللحن عليها سأله الحكيم عن انسب صوت لها، فطرح عليه بعض الفنانات وأغلبهم كان من بلاد عربية، فرد عليه الحكيم قائلًا: «يعني تهنئة من مصر لبغداد وتغنيها مغنية غير مصرية»، إيه رأيك في أم كلثوم، فقال له الاسم ده مش تقوله وخد أوراقك وأمشي.
الإعلامي المصري اتصل بمكتب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأخبرهم بالقصة، وأعطاهم رقم السنباطي حتى يقوموا بالاتصال به، وبالفعل اتصلوا عليه وبعدما رد وجد الرئيس بنفسه هو من يتصل عليه، تغيرت نبرة صوته، ووافق على أن تغني أم كلثوم، ولكنه وضع شرط وهو أن أم كلثوم لا تكلمه ولا تلقي عليه حتى السلام، وبالفعل تم ما أراد وأنتهي تسجيل الأغنية من أول مرة، ونجحت نجاحًا ساحقًا.