بسبب الفن.. صفعة قوية تلقتها سناء جميل من شقيقها
الفنانة الراحلة سناء جميل، عانت في طفولتها كثيرًا خاصة بعد وفاة والدها وهي في سن العاشرة من عمرها، الأمر الذي تركت بسبب بيتها في الصعيد واتجهت إلى بيت شقيقها في القاهرة كي تعيش معه ومع زوجته.
في القاهرة ألحقها أخوها بالقسم الداخلي في المدرسة وانخرطت وسط زميلاتها فاخذ الخوف يتلاشى تدريجيً، كانت تلميذة شقية وفي نهاية كل عام تقيم المدرسة حفلًا تمثيليًا غنائيًا ومن خلال تلك الحفلات اكتشفت حبها وعشقها للفن، والتمثيل، وأغرقت نفسها في هذا الحب حتى اختاروها رئيسة لفريق التمثيل، والتحقت بمدرسة أخرى واصلت فيها هوايتها غير أنها لم تكن تستطيع أن تبوح لشقيقها بذلك فالحديث عن الفن والتمثيل عيب، وممنوع.
كانت مشاعر الخوف عند سناء قد ولدت لديها نوعًا من قوة الإرادة والتصميم فقررت أن تلتحق بمعهد الفنون المسرحية، وهنا تحمل جارها صلاح الشاب الذي ساعدها ووقف بجانبها وقام بالتزوير في أوراق القبول التي قدمتها للمعهد فكتب إقرار الموافقة على أنه أخوها غير أن شقيقها علم بما حدث فقام بصفعها صفعة شديدة وخيرها بين أن تترك المنزل أو تترك الفن.
سناء جميل تركت المنزل وهي باكية، ووافق ذلك حريق القاهرة، ومضت سناء تبحث عن مكان تقيم فيه، وليس في جيبها مليم واحد، ولم ترد الدنيا أن تعطيها ظهرها، فالتقت مع زميلها في المعهد سعيد أبو بكر الذي كان متزوجًا من ايطالية.. أخذها وقضت معهما الليلة وأخبرته بما حدث.
كان الفنان الكبير زكي طليمات هو عميد المعهد فذهبت إليه مع سعيد، ووعد بأنه سوف يجد لها حلاً.. وفعلاً أخذها في فرقة المسرح الحديث وكان رئيسًا له مقابل 12 جنيهًا، ووجدت لنفسها مكاناً تبيت فيه في بيت الطالبات، ولكنها وجدت أن المكافأة الشهرية لا تكفي فعملت في بيت أزياء ميزون سيلي وكان السهر يمتد بها لساعة متأخرة فتركت بيت الطالبات إلى مسكن مستقل.
وكان أول لقاء حقيقي لسناء جميل، مع الجمهور كان من خلال مسرحية «الحجاج بن يوسف»، ثم قدمت مسرحية «زواج الحلاق»، وتشاء الصدفة أن يكون د. طه حسين، من بين الحاضرين للعرض فكتب عنها عدة مقالات يشيد بها وبموهبتها الكبيرة، وكان ذلك أحد العوامل القوية لكي تسير سناء في طريقها المسرحي من نجاح إلى نجاح أكبر، وتشترك في روائع المسرح القومي ومنها «بيت من زجاج»، و« سلطان الظلام»، و«الناس اللي فوق» وغيرها.
الفنانة المسرحية كما نجحت في أداء أدوارها على المسرح نجحت كذلك في تجسيد الأدوار السينمائية التي شاركت فيها وكان من أهمها، «المستحيل» و «الزوجة الثانية» و «حكمتك يارب»، و«توحيده»، و«امرأة قتلها الحب» و«سواق الهانم» وغيرها من الأفلام التي تعتبر علامات في تاريخ السينما المصرية والعربية.