في آخر أيامها.. أمينة رزق حولت غرفتها بالمستشفى لمسجد
الفنانة الراحلة أمينة رزق، من الفنانات اللاتي كرمهن ثلاثة رؤساء، وهم الرئيس الراحل عبدالناصر وأنور السادات، وحسني مبارك، فقد كرمها السادات بمعاش استثنائي بينما عينها مبارك عضوًا في مجلس الشورى تقديرا لعطائها.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] أمينة رزق في بداية حياتها الفنية[/caption]
أمينة رزق في أيامها الأخيرة عانت من المرض الذي أسكنها مستشفى القصر العيني، وقد حولت في المستشفى إلى مسجد ورفضت تحويل جسدها إلى حقل تجارب بين الأطباء، وقد حاول الأطباء في البداية إقناعها بأنها تمر بوعكة صحية عادية لكنهم فوجئوا أنها مستعدة لسماع أي نبأ عن مرضها، فحاولوا إقناعها بضرورة العلاج بالإشعاع، لكنها ظلت تماطل في قبول الأمر وطلبت إجراء مزيد من الفحوصات على أمل أن يكذب القدر وجهة نظر الأطباء، وبعد أن تأكدت من أن الوحش الكبير تسلل إلى جسدها ظلت تردد لكل طبيب يدخل عليها بأنها تشعر بالاكتفاء بعد أن وقفت على المسرح لمدة 79 عامًا، بالتمام والكمال.
وقد فرضت على نفسها حية ن العزلة داخل المستشفى حيث طلبت من الأطباء نقلها في غرفة بعيدة عن الأصوات والمصاعد، ورفضت تغير طاقم التمريض الخاص بها، كما رفضت الزيارات من الوسط الفني ومن أصدقائها، ولكن ذلك لم يمنعها من كتابة ورقة اعتذار رقيقًا للجميع لعدم إستقابلهم، ولم تسمح لأحد بزيارتها سوى للفنانة ليلى فوزي، والفنانة معالي زايد، والتي تقربت منها في العشر سنوات الأخيرة من حياتها، .
وكانت الراحلة معالي زايد، تقوم بقراءة القرآن لها، وكانت آخر كتاب أهدته لها قبل وفاتها بقليل يحمل اسم «الصلاة على خير البرية»، حيث كانت سيدة المسرح العذراء، تنحي بزجاجة "المحلول" المعلقة بذراعها اليمني جانبا وتشرع في الصلاة كلما دخل عليها طبيب أو ممرضة كانت تردد: «كده تمام، كده كفاية».
وقد توفيت الفنانة الراحلة يوم 24 أغسطس عام 2003، عن عمر ناهز 93 عامًا، قضتها في خدمة فنها الذي وهبته حياتها.