مديحة يسري تلقت عروض ثلاثة أفلام بمجرد ظهورها على الشاشة

رغم أن الفنانة الكبيرة مديحة يسري،  شخصية اجتماعية، ودودة تحب مخالطة الجميع، إلا أنها كانت تحرص دومًا على أن تجلس في حجرتها، تراجع مشاهدها التالية، خلال فترة الاستراحة، وفي أحد الأيام تفاجأت بالفنان الراحل يوسف وهبي، مؤلف القصة المأخوذة عن مسرحيته «اللزق»، وكان أحد أبطال فيلم «أحلام الشباب»، يزورها في حجرتها، وفي هذه اللحظة بالذات تذكرت مديحة من هو يوسف وهبي.

ولم تكن قد جمعتهما مشاهد، لذا كانت مرتبكة جدًا، خصوصاً أن لوهبي هيبة كبيرة، غير أنها لم تتخيل أن فيلم «أحلام الشباب»، لن يكون بداية تعارفهما فحسب، بل أيضًا بداية لعلاقة وطيدة جمعتهما لفترة طويلة وحتى رحيله، حتى إنه ساعدها في أول إنتاج لها من دون مقابل، قائلاً: «وهو معقول أخد فلوس من بنتي».

الفنانة الكبيرة قالت في حوار صحفي قديم لها: «يوسف بك وهبي أستاذي الذي علمني التمثيل عمومًا، لا سيما كيفية حفظ الحوارات الطويلة وإلقائها بشكل سليم».

من جانبه، أبدى وهبي إعجابه بالوجه السينمائي الجديد، عندما تعرف إليها خلال تصوير بطولتها الأولى، وكثيرًا ما كان يوجه إليها ملاحظات استفادت منها، ومع نهاية الفيلم فوجئت به يناديها في حجرته، وعبر لها عن إعجابه بأدائها وعرض عليها بطولة ثلاثة أفلام من إنتاجه هو وشريكه توجو مزراحي، لترد عليه يسري قائلة: «معقول يا أستاذ ده لسه الفيلم لم يعرض استني وشوف هينجح وألا لا»، فقال لها: «أنا عارف أنا بقول إيه، أنت فعلًا موهوبة وهتبقي نجمة كبيرة».

تعاقدت مديحة على ثلاثة أفلام مع شركة وهبي ومزراحي، بدأت تصويرها في عام 1942 وانتهت منها في 1945، وهي «تحيا الستات» من إخراج توجو مزراحي، «ابن حداد»، و«الفنان العظيم» من إخراج يوسف وهبي، وفيه توطدت علاقتها بالفنان محمد أمين بعدما تقاسما البطولة.