عاشق يشهر سلاحه في وجه المضيفة من أجل حضور حفل أم كلثوم بباريس
الفنانة الراحلة أم كلثوم قدمت العديد من الحفلات الغنائية لدعم المجهود الحربي في مصر، وكانت لها الريادة في هذا المجال بل شجعت العديد من الفنانين على المشاركة في هذه المبادرة.
وقد أقامت كوكب الشرق حفل غنائي في قاعة الأولمبيا بباريس، ضمن حفلات دعم المجهود الحربي، وقال برونو كوكاتريكس، مدير تنظيم هذه الحفلات في حوار قديم له، عن هذه الحفلة: «إنه بعد أن قام بتوقيع الاتفاق مع الست أم كلثوم، لم يجدوا إقبالًا كبيرًا على التذاكر، وبدأ الخوف يتملك منهم أمام الكارثة المالية التي ستقع على رأسهم بعد هذا الحفل، ولكن انقلب هذا الأمر بعد وصول كوكب الشرق إلى باريس، وقامت بعدها بإدلاء تصريح في الإذاعة ونقلته الصحف، وإذ بالجماهير تصطف في طوابير أمام أماكن بيع التذاكر وماكان معروضًا للحفلتين وتبخرت كل التذاكر».
وأضاف: «علمنا بعدها أن الجماهير لم تكن في الحقيقة تصدّق أن أم كلثوم كانت صحيحًا ستغني في باريس».
وقد ذكر مدير الأولمبيا قصة طريفة عن أحد عشّاق أم كلثوم الذي جاء في رحلة خاصة من الخليج، و حال و صوله تقدم إلى شباك التذاكر طالبًا مقعدًا في الصفّ الأوّل، وإذا بالمضيفة تخبره بأنه لم تتبقى للبيع أي تذكرة حتى في الصف الأخير، فباشرها فورا بتقديم رزمة من الفرنكات الفرنسية تساوي ما يقارب مائة ضعف لثمن التذكرة الواحدة، فكان نفس الردّ بأنه من المستحيل وجود أي مقعد شاغر، و ثارت حينها ثائرة المولع و توترت أعصابه فأشهر مسدسه مطالبًا بمقعد بأي ثمن وبأي وسيلة، فتدخّل رجال الأمن و وقع إبلاغ مدير الأولمبيا بالموقف.
كوكاتريكس جاء و هدأ الأجواء و قام بدعوة السميّع الغاضب على قهوة و سأله عن أسباب هذا الانفعال الشديد، فقال له: «إنه لم يكن يصدّق حقيقة تنظيم هذه الحفلة و لهذا لم يقم بحجز تذكرته من قبل إلاّ أنه لا يمكنه الآن عدم حضور الحفلة بأي شكل من الأشكال و لا يرى نفسه يحرم من الاستمتاع بكوكب الشرق في هذه الليلة، فأمر كوكاتريكس بوضع مقعد في الممرّ الأوسط و في الصفّ الأوّل و أهداه له بدون ثمن ليكون هذا العاشق الذي كاد أن يبكي من شدة الفرح، أكثر الحاضرين سعادة.