لماذا كتب سليمان نجيب مذكراته تحت اسم مستعار؟
عرف الفنان الراحل سليمان نجيب بجرأته وثقافته الواسعة، وكان عاشقًا للفن وهو ابن الطبقة الأرستقراطية، وقد عارضت أسرته إنضمامه لبعض الفرق التمثيلية، ودفعته إلى العمل بالسلك الدبلوماسي.
نجيب بعد تخرجه من كلية الحقوق، عين بالفعل قنصلًا بالسفارة المصرية باسطنبول، ثم عاد إلى القاهرة والتحق بوزارة العدل وعين سكرتيرًا فيها، وشغل منصب سكرتير لمجلس الوزراء في آخر وزارة قبل الثورة في وزارة على باشا ماهر.
سليمان نجيب، عاد إلى السينما بعد وفاة والدته وقدم العديد من الأفلام، وكان لايجد مشاكل في تقديم دور «الباشا»، فلم يكن في تمثيلة أي تصنع لأن هذه كانت صفاته الأساسية، ويعتبر من أهم أفلامه فيلم «غزل البنات» مع الراحل نجيب الريحاني، والفنانة ليلى مراد، وفيلم «الأنسة ماما»، و «لعبة الست».
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] سليمان نجيب و الريحاني[/caption]
وقد عينه الملك فاروق، رئيسًا لدار الأوبرا عام 1938، ليكون بذلك أول مصري يشغل هذا المنصب، وكانت رئاستها مقتصرة فقط على الموظفين الأجانب وخاصة البريطانيين، وهو ما كان يدل على قربه الشديد من الملك السابق.
الفنان الراحل كان أديبًا مرموقًا ومن عائلة أدبية عريقة، فوالده هو الأديب مصطفى نجيب، وخاله أحمد زيوار باشا، ورغم نجاحه الفني إلا أنه لم ينس دوره الأدبي فأصدر كتابًا سياسيًا ساخرًا يحمل اسم «مذكرات عربجي»، ولم يكتب اسمه عليه بل فضل أن يزيله باسم مستعار «الأسطى حنفي أبومحمود»، حيث كان يرى أنه لن يقبل على قراءته أو يصدقه أحد إذا كتب اسمه عليه، فمن المستحيل أن يكون الممثل الكبير ومدير دار الأوبرا المصرية، والحاصل علي لقب البكوية هو نفسه «العربجي»، الذي تصدر عنه تلك المذكرات، حسبما قال عنه الكاتب الراحل محمود السعدني.