لهذا السبب كان عبدالحليم حافظ يكره الحساب
قال الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، في مذكراته أن أخته علية كانت تهتم به كثيرًا وتفهم من عينيه ماذا كان يريد، وكان له قصة طريفة مع مدرس الرياضيات، الذي كان يخشاه كثيرًا وذلك لقسوته.
عبدالحليم أضاف: «كانت دوابة الحبر بالنسبة لي تمثل الفزع الأكبر، فمدرس الحساب رجل قاسٍ، وكان سن الريشة ينقط بالحبر غصبًا عني على الكراسة وتكون النتيجة مشكلتين في معظم أيام الأسبوع، أن انظر إلى علية، حتى تعطيني ثمن كراسة جديدة، وأن أجلس لأكتب حلًا لمسائل الحساب كلها، وكنت أكره الحساب تمامًا، مالي أنا بتاجر كسب محله خمسة جنيهات واشترى بضائع بجنيهين فماذا تبقى له؟.. مسافة صعبة جدًا.. لان الذي يتبقى لمثل هذا المتاجر ثلاثة جنيهات وأنا ومرتب أخي وأختي نصرف مثلهم كل شهر، نعم كنت أكره الحساب والعربي أيضا والعلوم والإنجليزي».
وتابع: «لم يكن معنى هذا إني تلميذ خايب، لكن كيف يمكن لإنسان أن يفكر ليل نهار في أن تكون له أم وأن يعرف صورة أبيه.. كيف يمكن لإنسان أن يفكر في مكسب تاجر وسرحان الذي يجر الأوزة، ودودة القز في حصة الأشياء وإعراب المفعول به في حصة العربي، ثم الخروج إلى اللعب بعد ذلك وخلع الملابس في عز الشتاء لنلعب ألعابا رياضية، ويقف الشاويش الذي نقول له يا حضرة الضابط ونجري حول سور الملجأ.. ثم يوقفنا.. كان هذا الرجل قاسيا جدًا.. ولا يمكن أن أنسى أنه لاحظ ثقبًا صغيرًا في فانلتي الداخلية فمزقها بواسطة العصا.. وبكت أختي علية،وهي ترى إهانة هذا الرجل لي عندما عدت إلى المنزل، ولكن كان لا بد أن انجح».
وكنت عندما أسير في الطريق من مدرسة الملجأ إلى بيت خالي.. كنت أفاجأ في معظم الأوقات بوجود نقود في الأرض، قرش، نصف فرنك، وكان هذا هو سندي عندما كنت اشتري لنفسي الحلوى، وكنت اختار اليتيم مثلي لأعطيه جزءًا من الحلوى، وكنت في نفس الوقت أنال مكافأة شبه سنوية على العزف في غرفة موسيقى الملجأ وفريق التمثيل.