جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

استفزاز زكي طليمات لفاتن حمامة خلصها من «اللدغة»

الثلاثاء 24 فبراير 2015 | 03:33 مساءً
القاهرة - سناء الطويلة
1364
استفزاز زكي طليمات لفاتن حمامة خلصها من «اللدغة»

بعد أن التحقت الفنانة الراحلة فاتن حمامة، بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي، ضمن دفعته الأولي عام 1946، وكانت هي الأصغر بين طلاب المعهد، اجتمع الطلاب الذين نجحوا في امتحان القبول في أحد الصفوف بانتظار أستاذهم زكي طليمات، حاسبين ألف حساب للقاء الأول بينه وبينهم.

طليمات دخل الصف، وأخذ يوزع نكاته و قفشاته، ليزيل من نفوس الطلاب حالة الخوف التي استولت عليهم... ولمح فتاة صغيرة ضئيلة الجسم جالسة خلف شاب ضخم الجثة فناداها زكي: تعالي يا عروسة... فوقفت فاتن في غضب ترد: أنا مش عروسة يا أستاذ، وابتسم زكي وقال: طيب ما تزعليش بكرة تبقي عروسة... اسمك إيه يا شاطرة؟ فاتن حمامة.

فرد عليها: تعرفي تطيري يا شاطرة؟، يعني إيه؟، مش أنت حمامة؟، لا... أنا فاتن، عمرك كام سنة يا شاطرة؟، عمري 13 سنة، وضحك زكي طليمات، ثم طلب منها الصعود إلى منصة عالية تشبه خشبة المسرح لتؤدي دورًا تمثيليًا... وأعجب ببراعتها في الأداء حيث لمس أمورًا تنبئ بموهبة نادرة، لكنه قال لها: صوتك ضعيف يا فاتن، ولكنه كان يرى أن هذا الصوت الضعيف ينفذ إلى القلب ويحس بما يقوله إحساسًا عميقًا.

فاتن حمامة قالت في مذكراتها: «إن العيب الذي لاحظه طليمات أن لدي لدغة، أنطق الراء غينًا... وطلب مني أن أخرج لساني، وفجأة وجدني أغرق في الضحك، فتحت فمي وأخرجت لساني ثم أغلقته وقلت ردًا على تعليق له: لا... لساني مش ناقص حتة... وأراد زكي أن يلجأ إلى أسلوب جديد في علاج هذا العيب ففاجأني بسؤال غريب: أنت مصرية؟، أيوة... ليه؟، عشان مفيش غير الفرنساويين اللي عندهم «اللدغة» دي، لكن أنا مصرية مش فرنساوية، أنت متأكدة؟، طبعا، طيب اسألي أبوكِ، أبويا مصري وجدي مصري، وضج الطلاب بالضحك... واحمر وجهي وصرخت أقول: إيه الكلام ده؟، كان لازم تصلحي لسانك قبل ما تيجي المعهد.

ثم كتب على اللوح جملة طويلة فيها عدد كبير من حروف الراء، كتب: «انحشر حشرًا في الدرج ولم يقدر أن يخرج... وطلب مني أن أقرأ هذه العبارة بسرعة»، واندفعت بثورة غضبي وانفعالي أقرأ هذه الجملة، فإذا اللدغة تفارقني، وصفق زكي طليمات إعجابًا وهو يقول: «برافو يا فاتن... هتبقي ممثلة عظيمة».

وكان زكي يعرف أن فاتن لن تتخلَّص من اللدغة إلا إذا استفزها، عندما تنفعل سينطلق الكلام سليمًا بحروفه كافة، ولذلك استفزها متعمدًا، هكذا كانت أول حصة في تاريخ معهد التمثيل هي علاج اللدغة في نطق فاتن، وأصبح لسانها بعد ذلك الأفصح في نطق اللغة العربية بين طلاب الدفعة الأولى في معهد التمثيل.