تفاصيل أصعب لحظات عاشها عبدالحليم حافظ محاصراً في المغرب
عرف العندليب الراحل الفنان عبدالحليم حافظ، الملك الحسن الثاني، ملك المغرب منذ كان وليًا للعهد كانت علاقته به في أول الأمر لا تتعدى نظرات متبادلة من بعيد لكونهما رأيَا بعضيهما خارج مصر والمغرب، وفي المرة الثانية التقى به في المغرب بعد أن أصبح ملكًا وقد جمع بينهما كما وصفه حليم بأنه حب إلهي، ونشأت بينهما صداقة وطيدة منذ ذلك الوقت.
وفي عام 1969طلب الملك الحسن، من حليم عمل أغنية بمناسبة «عيد العرش»، للملك الحسن عن طريق السفارة المغربية بالقاهرة، وبعد أن استمع إليها الملك أعجب بها ثم قام بتوجيه الدعوة إلى حليم، لحضور احتفالات عيد ميلاده وسافر حليم للمشاركة في عيد ميلاد الملك الحسن وفى ليلة وصوله إلى الرباط أقام الملك الحسن، حفل عشاء بقصر «الصخيرات»، حضره حليم، بليغ حمدي، أحمد فؤاد حسن، ومجدي العمروسي، والمصور فاروق إبراهيم والشاعر الكبير محمد حمزة، وعقب العشاء أدار الملك شريط أغنية عيد ميلاده الجديدة التي احضرها حليم معه.
وفى اليوم التالي لوصولهم إلى الرباط جاء إلى فندق «هيلتون» الرباط حيث نزلوا جميعًا مندوب من القصر الملكي ومعه كشف بأجور التأليف، والتلحين، وأجور العازفين، وأجر حليم وقام مندوب القصر الملكي بإعطاء مظروف أجر الفرقة الماسية ثم مظروف أخر لبليغ حمدي عن التلحين ثم محمد حمزة، عن التأليف ثم حليم عن الغناء وفى اليوم التالي أقيم حفل غنائي بالقصر بمناسبة عيد ميلاد الملك قدم فيه حليم أغنية عيد الميلاد الجديدة ثم غنى المطرب المغربي عبد الوهاب الدوكالي، وتبعه عبدالهادي بلخياط.
وفى عام 72 عندما حدث الانقلاب الفاشل على الملك كان حليم عند حدوث الانقلاب يقوم بعمل مونتاج لأغنيته الجديدة بمبنى الإذاعة وفجأة قامت قوات الانقلاب بمحاصرة مبنى الإذاعة أثناء وجود حليم بداخله، وبعد محاصرة مبنى الإذاعة بدقائق توجه الضابط المسئول عن محاصرة الإذاعة إلى حليم في الأستوديو الذي يوجد به ثم طلب الضابط من حليم أن يذيع البيان الخاص بالانقلاب ولكن حليم رفض رفضًا باتًا أن يذيع بيان الانقلاب برغم محاصرته بالجنود المدججين بالسلاح وقد أراد حليم الخروج من هذا المأزق عن طريق الإقناع بأن قال للضابط المسئول كيف اقرأ بيان الانقلاب وأنا مصري؟، وكيف اقرأ البيان وأنا مريض؟ فاقتنع الضابط بوجهة نظر حليم ليبحث عن شخص أخر، يذيع البيان وبعد دقائق فشل الانقلاب وبدأت القوات المحاصرة لمبنى الإذاعة في الهروب ثم عاد حليم إلى فندق «هيلتون» سيرًا على الأقدام من مبنى الإذاعة حتى الفندق وبدأ يقص على الحاضرين ما حدث خلال الساعات العصبية التي قضاها في مبنى الإذاعة أثناء حصار المبنى فقال له أحد الجالسين وماذا كنت ستفعل إذا لم يقتنع الضابط بوجهة نظرك في عدم إلقاء البيان، فرد حليم بدون تردد قائلا: «أموت ولا أخون صديقي الملك الحسن»، هذه بعض المواقف التي جعلت الملك الحسن يختاره صديقًا له.