تفاصيل كوميدية لأول لقاء بين بديعة مصابني والريحاني
كان اللقاء الأول بين الفنان الراحل نجيب الريحاني، و الفنانة بديعة مصابني، مميزّا فقد أبهرته بجمالها الذي جمع بين الجمال اللبناني والسوري معًا.
الريحاني لم يخف إعجابه الشديد ببديعة، عندما شاهدها للمرة الأولى وقال: «كأن «صفيحة» من الماء البارد وقعت على رأسه.. شعرها طويل يكاد يصل إلى الأرض.. عيناها كالصواريخ تضرب على بعد 20 مترًا.. ترى هل هي لحم ودم وعظم مثلنا؟ هل تأكل وتشرب مثلنا؟! هل في جسمها فشه وكرشة وقوانص وطحال وكبد ومرارة وبنكرياس مثلنا؟»، وفقًا لمجلة «التياترو».
وفي عام1928، مرت على نجيب الريحاني فترة عصيبة، عانى فيها من العسر المالي ما لم يسبق له مثيل منذ كان مديرًا لفرق تمثيلية حتى تراكمت عليه الديون وضاق بتسديدها وأثر بينه وبين نفسه أن يعتزل التمثيل إلى أجل غير مسمى، ولكن متعهدًا سوريًا كان له الفضل في عدول الريحاني عن قراره بعد العرض الذي قدمه له حول تكوين فرقة تمثيلية ترحل على نفقة المتعهد لأمريكا الجنوبية.
وفاوض المتعهد الريحاني، في شأن تكوين الفرقة، والتي ستعمل في الأرجنتين والبرازيل لوجود جاليات عربية كبيرة هناك، وقبل الريحاني العرض وكون فرقة من كواكب ونجوم المسرح الكوميدي وعلى رأسها السيدة بديعة مصابني، التي اشترطت لقبول العمل والسفر إلى أمريكا أن يتزوجها الريحاني فقبل هذا الشرط وعقد قرانه عليها.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] نجيب الريحاني مع فرقته[/caption]
ولقد لقيت الفرقة في هذه الرحلة نجاحًا كبيرًا، وعاد الريحاني منها يحمل ثروة كبيرة استطاع أن يسدد بها ديونه وأن يستعيد نشاطه الفني، وينتقل إلى مرحلة جديدة في حياته الفنية مرحلة التمثيل الكوميدي وبدأ هذا العهد بمسرحية «الدنيا جرى فيها إيه»، على مسرح برينتانيا القديم.
ولكن الحياة الزوجية بين الريحاني ومصابني، لم تدم طويلًا فالخلاف بينهما كان واضحًا، بديعة اقتصادية والريحاني مسرف، هي سيدة أعمال وهو فيلسوف، هي تحب حياة الأسرة وهو يعشق الانطلاق، بالإضافة إلى عدم قدرتهما على الإنجاب مما دفع بديعة إلى تبني طفلة صغيرة تُدعى جولييت وأعطاها الريحاني اسمه رسميًا، ومع ازدياد الخلاف بينهما طلبت الزوجة الطلاق ولكنه حاول إرضائها بشتى الطرق دون فائدة.